وحُداء القافلة التي لا تفتأ تخب في بيداء الأزل، إلى الواحة المفقودة في متاهة الأبد؛ رُكبانها الآلهة، وأبوللو وكيوبيد ومَلؤهما وِلدانها المخّلدون!
أنشد يا هوميروس!
واملأ الأحقاب موسيقى!
واللانهاية جمالاً وسحراً!
فالأرواح ظامئة، والقلوب متعبة، والإنسانية واجفة، والآذان مكدودة من دويّ العصر، فهي أبداً تحنّ إلى سكون الماضي!
لن تصمت يا هوميروس!
فالقيثارة الخالدة ما تزال بيديك!
والقلوب هي القلوب!
فدع أوتارها تملأ الدنيا رنيناً، فلقد أوسعتنا هذه الدنيا أنيناً؛ ورنينك العذب أذهب لأنين الشاكين الباكين!
- ١ -
رآها تخطر فوق الثبج، وتميس على رؤوس الموج؛ فهام بها، وشغلته زماناً عن أزواجه في قصور الأولمب، فكان يقضي عند شاطئ البحر أياماً يترقب الفرصة السانحة، ويفتش في كل موجة عن حبيبته (ذيتيس). . . عروس الماء الفاتنة، (ذات القدمين الفضيتين)،