ابنة نريوس، رب الأعماق؛ الثاوي مع زوجته الصالحة دوريس، في قصور المرجان. . . هناك. . . هناك تحت العُباب. . .
ورقت له الفتاة، حين علمت أنه رب الأرباب، وسيد آلهة الأولمب، زيوس العظيم، فوصلت بحبالها حباله، تطمع الخبيثة أن تصبح زوجة أولمبية عظيمة، تصاول حيرا أم مارس وفلكان، وتفاخر لاتونا أم ديانا وأبوللو، وتدِل على ديون أم فينوس. . . وعلى سائر ربات الأولمب!
وابتسم لهما الزمان، وتساقيا كؤوس الغرام دهاقاً؛ وأوشك الإله الأكبر أن يبني بها لولا وسواس خامر قلبه، فآثر أن يستشير ربات الأقدار قبل أن يبت في الأمر أو يقطع فيه بشيء
ولقد شاء حسن طالع الإله الأكبر أن يفعل؛ إذ أخبرنه أن ذيتيس الجميلة التي يهواها سيد الأولمب، تلد غلاماً ما يزال يقوى ويشتد حتى يخلع أباه ويستأثر بالملك من دونه؛ أو على الأقل، تكسف شمسُ عظمته شمس أبيه، فيعيش إلى جانبه إمَّعةً لا شأن له. وهَو لن فحدثنه عما يكون للغلام من مقام حين يثأر النقع، ويستحر القتال، بين شعبه (الإغريق) وجيرانه (الطرواديين). . .
وخفق قلب زيوس، وذكر تلك الحرب الضروس التي انتصر فيها على أبيه ساترن بعد فظائع وأهوال، فأشفق أن يكون له ولد يصنع به ما صنع هو بأبيه
لذلك قصر هواه، وأصدر على غفلة من كل آلهة الأولمب إرادة سامية تقضي أن تتزوج ذيتيس من بليوس ملك فيتيا، الذي كان هو الآخر مولعاً بها، مشغوفاً بجمالها حباً. . . حتى لقد خطبها إلى أبيها غير مرة فرفض رب الأعماق أن تبني ابنته على بشريٍّ هالك واو كان ملكاً. بيد أنه صدع بأمر الإله الأكبر، وقبل بليوس لابنته بعلاً. . .
وحزنت ذيتيس، وانعكفت في غرفتها المرصعة باللآلئ تشكو وتبكي؛ فلما علم زيوس ما حل بها، زارها من فوره، وطفق يلاطفها ويترضاها، حتى رضيت أن تكون زوجة لبليوس الملك:(على أن تحضر بنفسك، أنت وجميع الآلهة ليلة الزفاف، وليعزف أبوللو على موسيقاه، ولترقص ديانا ربة القمر. . .)