للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صفحة من تاريخ الاستكشاف:]

فيتوس بيرنج

للأستاذ محمود عزت عرفة

بقية المنشور في العدد الماضي

الرحلة الثانية والأخيرة:

أمدت كترينا بيرنج بستمائة من الرجال بينهم لفيف من العلماء الأكفاء ذوي التخصص، وبمحمول تسع مركبات ضخمة من الأجهزة العلمية الهامة، بينها بعض المناظير المكبرة التي يبلغ طول واحدها خمس عشرة قدماً. وصحت نية بيرنج على ابتيناء ثلاث سفن إحداها لكشف اليابان، والأخريان للبحث عن أمريكا. وقد تكررت في الرحلة الثانية متاعب السفر الأول ومشقاته، وإن كان بيرنج قد حاول تخفيف ذلك بإنشاء مصهر للحديد في ياكتسك يستعين به على تجهيز سفنه وتيسير إعدادها.

وانطوت ثلاثة أعوام قبل أن تبحر السفينتان الأوليان، وكانت مخازن الذخيرة ومراكز التموين قد أنشئت على امتداد الطريق البرية. وفي عام ١٧٣٦ م تناهي الأنباء بأن الجليد قد حصر إحدى الفرق المتقدمة، وأن أفرادها يهلكون جوعاً وبرداً. وبادر بيرنج بإرسال النجدات الممكنة، ولكن لم له أن ينقذ من أفراد الفرقة البالغ عددهم ستين رجلاً أكثر من ثمانية. .

وبالرغم من هذه العوائق الموبقة تمكن سبانجنرج - وكان قد عهد إليه أمر البحث عن اليابان - من استكشاف جزائر كوريل وتصوير سواحلها. وكان بهذا قد بلغ اليابان حقيقة، ولكنه لم يجد - ويا للأسف - من يصدق منه هذه الدعوى!

وشحت الأقوات لدى البعث حتى لم يجد بيرنج بداً من استجلاب المزيد منها من بطرسبرج على مسافة ألف ميل عبر اليابسة ذهاباً ومثلها إياباً، يضاف إلى ذلك عبور بحر كامتشاتكا إلى حيث تقوم السفن بعملياتها الاستكشافية.

وأنشأ بيرنج سفينتان أخريين ليقودهما بنفسه بحثاً عن أمريكا ثم انطلق بهما عبر المحيط يناضل نضاله الأخير. وكان ذلك في شهر يونية من عام ١٧٤١، أي بعد انطواء أكثر من

<<  <  ج:
ص:  >  >>