يقول الفريد روزنبرج وهو من اخصاء الفوهرر، أن أول من مهد الطريق أمام مؤسس ألمانيا الحديثة هو رجل إنجليزي
والحقيقة أن أول من أوحى فكرة النازية هو رجل من هامفشير وليس جندياً من أوستريا كما يزعمون. لقد كان لهذا الرجل نفوذ عظيم في ألمانيا ما زال يزداد وينمو سنة بعد أخرى وقد كتب ثلاث تراجم، ونشر عنه منذ توفي عام ١٩٢٧ ما لا يحصى من المقالات على صفحات الجرائد الألمانية بأقلام زعماء النازي المعروفين
من هو ذلك الإنجليزي العجيب؟ ذلك هو هوستن ستورد تشمبرلن. وهو من الأسر الإنجليزية العريقة المعروفة في إنجلترا كما يتبين من أسمه. ومن المأثور عنه أنه كان يقول أول ما سكن ألمانيا (إن أبي إنجليزي وأمي من اسكتلندة وجدتي من ويلز فيحق لي أن أقول إنني ابن حق لبريطانيا العظمى) وقد درس علم النبات والطب في جامعة جنت وسمع أوبرا واجنر في بيروت وقرأ جيتي وكانت في ورسدن. وقد استولى عليه شغف جنوني بكل ما هو ألماني، من أدب إلى موسيقى إلى علم إلى فلسفة إلى صناعات وآلات حربية تدهش العقول
وأتيح له أن يتقن اللغة الألمانية أيما إتقان، حتى أصبح يفضل الكتابة بها على الكتابة بلغة بلاده؛ ومن ثم كان يكتب بها كل مؤلفاته
وقد هداه البحث إلى كتابة تاريخ للعالم أسماه أصول القرن التاسع عشر برهن فيه على أن خير الطرق لفهم شعب من الشعوب هي أن تفهمه في ظل تاريخ المدينة وأطوارها
ودلل على أن كل رقي أو نجاح في أوربا الغربية، كان منشأه الجنس الآري الذي نزح إليها في الأصل من شمال الهند، وانحدرت منه السلالة التوتونية الموجودة الآن. وزاد على ذلك، أن المدينة الغربية لا يمكن الأخذ بناصرها إلا إذا سادها قبيل شديد من الجنس الألماني العريق
وقد نال هذا الكتاب رواجاً عظيماً في ألمانيا بصفة خاصة. واشترى منه القيصر ولهلم الثاني ألفي نسخة ليجعلها هدايا لمن يريد وصار منذ ذلك الوقت صديقاً شخصياً لهوستن