كانت الساعة تدق السابعة صباحا، حين طرق الخادم باب المكتب ودخل قائلا لسيده فريد أن بباب المنزل قرويا يلح في طلب الدخول لأنه سيتحدث إليك في أمر على جانب كبير من الخطورة كما يقول، فبماذا تأمر؟
- قروي؟! ّ
_ نعم يا سيدي!
- يريد أن يتحدث إلى أنا أم إلى والدي؟
- لقد أخبرته أن سيدي الكبير خرج مبكرا إلى السوق، وهو ألان في متجره، وانك أنت الذي هنا، فقال: سيتحدث إليك.
- وهل أخبرك من هو؟
- لا، ولست اذكراني رايته قبل ألان.
- ما دام الأمر كما تذكر فأذن له. قال (فريد) هذا ثم اخذ يحرك يده في سرعة على الآلة الكاتبة لأنه كان يريد أن يتمم الرسائل التجارية الخارجية قبل الحادية عشر ثم يذهب ليساعد والده في المتجر لذلك لم يرفع رأسه ليرد على تحية الزائر إلا بعد أن اكمل السطر ثم قال: خيرا تريد أيها الفاضل! فتلفت الرجل يمنة ويسرة وكان قصيرا واسع الصدر، عريض المنكبين، يرتدي حلة واسعة من حلل الجيش، وقد ربط رأسه بمنديل احمر تدلى تحت ذقنه، وامسك بيده عصا عجراء، فوقعت عينه في جانب من جوانب الحجرة على