جاء في الصفحة الثالثة من ديوان البحتري المطبوع في مصر سنة١٩١١ م بتصحيح عبد الرحمن البرقوقي أن البيتين التاليين
يخفي الزجاجة لونها فكأنها ... في الكف قائمة بغير إناء
ولها نسيم كالرياض تنفست ... في أوجه الأرواح والأنداء
إنهما للبحتري من قصيدته التي يمدح بها أبا سعيد محمد بن يوسف التي مطلعها
زعم الغراب منبئ الأنباء ... أن الأحبة آذنوا بتناء
والذي أجزم على صحته أن البيتين الأنفي الذكر لأبي تمام وهما من قصيدته الخمرية ذات المطلع الرائع
قدك اتئب أربيت في الغلواء ... كم تعذلون وانتمو سمرائي
التي يتخلص منها إلى مدح يحيى بن ثابت كما هو المعروف في كتب الأدب وفي جميع طبعات ديوانه، وأنها أقرب إلى نفس أبي تمام من البحتري
٢ - خطأ شائع:
أصدرت سلسلة اقرأ كتابها الأخير وهو ملامح من المجتمع العربي للأستاذ الشاعر محمد الغني حسن، وهو كتاب جدير بالإعجاب والاقتناء لما حوى من طرائف وأخبار لا يتاح جميعها إلا لبحاثة مطلع، إلا أنني وجدت الأستاذ المؤلف استعمل كلمة (الشحاذة) بمعنى (الاستجداء) في اكثر من موضع كما جاء في الصفحة (١٢)(ما عرف مجتمعنا على مختلف العصور صورة الشحاذة وحرف الاستجداء والسؤال) و (كان للشحاذين منذ القرن الأول الإسلامي وسائلهم في اجتلاب شفقة المحسنين). . وهكذا في أكثر من موضع عند صدد الكلام عن (المجتمع العربي وطبقاته وأغنياء وفقراء) من ص١٢ إلى ١٧ - والي أعلمه أن هذه اللفظة غير عربية ولا تعطي هذا المعنى الذي يرديه الكاتب البارع، ولو استعمل بدلا عنها لفظة، استجدى أو سأل، أو استعطى أو غيرها لكان أبلغ في مقاله، فقد جاء في لسان العرب ص٢٧ الجزء الخامس مادة (شحذ) ما يلي: الشحذ: التحديد، وشحذ السكين والسيف ونحوهما يشحذ شحذا أحده بالمسن وغيره مما يخرج حده فهو شحيذ