هذا في الواقع هو ربط الأحاديث والتوفيق بينها وتلك مقتضيات ظروفها وملابساتها تؤيدها الروايات المختلفة والطرق المتعددة وليس فيها من التعنت أو الفهم الخاطئ شئ؛ وقد أشار إلى كثير منها أجلة العلماء السابقين من أعلام الإسلام وأن كانوا لم يوضحوها كمال التوضيح.
فليست المسألة مسألة إمالة وتفخيم وترقيق إذ يناقض فهم أنها لهجات لفظ الحديث لأبي بكرة (كقولك هلم وتعال وأقبل) وقول أنس بن مالك خادم رسول الله حينما قرأ (وأصوب قيلا) فقال له بعض القوم يا أبا حمزة إنما هي أقوم فقال أقوم وأصوب وأهدى واحد.
وقول ابن شهاب ولعله الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
وقول الطبري: فقد أوضح نص هذا لخبر أن اختلاف الأحرف السبعة إنما هو اختلاف ألفاظ كقولك هلم وتعال باتفاق المعاني لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام.
وقول عبد الله بن مسعود (فإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال. وهذا كله يبين لنا السر في بعض الاختلاف اللفظي في قراءة بعض القراء بالنسبة إلى غيرهم.
حفظ القرآن:
أما حفظ القرآن فيرجع إلى ما يأتي:
أولا: أن جبريل كان يدارس الرسول القرآن كل عام مرة ودارسه في العام الذي قبض فيه مرتين فكان هذا تعهدا للنصوص.
ثانيا: إن كتاب الوحي كانوا يكتبون نص ما ينطقه الرسول ولا يعتمدون على الحفظ فحسب.
ثالثا: إن سيدنا أبا بكر حينما وافق على جمع القرآن كان زيد ابن ثابت يجلس أمام المسجد وهو يحفظ كتاب الله ولكنه يتلقى من الصحابة ما كتبوه على أن يشهد شاهدان أن فلانا هذا