اسم كتاب ألفه الدكتور لورنس براون أستاذ مقارنة الأديان بجامعة مانشستر، ونشره في أوائل السنة الماضية ١٩٤٤ وعرض فيه لحركات التجديد والإصلاح التي ظهرت منذ القرن الماضي في أنحاء العالم الإسلامي من الهند إلى إيران ومصر الإنسان وما يليها من الأقطار الأسيوية والأفريقية
وقد خرج من هذا العرض بخلاصة يسهل على الباحث من غير المسلمين أن يقبلها، ولكن لا يسهل قبولها على المسلم الذي يؤمن بدينه ويعرف ما فيه من قوة على بعث العزائم وإحياء الأمل ومزج الحديث بالقديم أو التقريب بين العقيدة والمعرفة وبين الأصول الدينية والأصول العلمية. فان الخلاصة التي خرج بها الدكتور براون من عرضه أن الأمل في نهوض دعوة إنسانية تنفع البشر كافة من أعماق الروح الإسلامية ضعيف، وانه لا يرى في العصر الحاضر زعيم من الزعماء الروحانيين في الأقطار المحمدية خليق أن يحمل أعلام النهضة المروجة، أو يقود بني الإنسان في طريق الصلاح والتهذيب، ليحل لهم المشكلات الروحية والاجتماعية التي تواجههم عند كل خطوة يخطوها في حياتهم العصرية
وتعليل هذا اليأس من مستقبل الإسلام عند الدكتور براون - أو من طوالعه كما سماها - أن الإسلام يعزل الدنيا عن الروح الإلهية، ويجعل الوحي الذي يقود الأنبياء والملهمين عملاً خارجاً عن الإنسان يهبط عليه من السماء بين حين وحين وقد انقطع هبوطه على البشر بعد خاتم المرسلين. ويزعم الدكتور براون أن شأن الإسلام في ذلك غير شأن المسيحية والموسوية، لان روح الله تمتزج بالإنسان في العقيدة المسيحية، ولان الموسوية أخرجت كثيراً من الأنبياء ونصت بعض آيات كتابها على تمني النبوة لجميع بني إسرائيل ليستمعوا من داخل سرائرهم إلى صوت الله. ويقول الدكتور براون إن الشعائر المادية في الموسوية والمسيحية إن هي إلا كناية عن المعاني الإلهية أو الروحانية التي ترمز إليها، وليست هي كذلك في الإسلام كما يقول
والذي فات الدكتور أن المسلم الذي يعتقد أن الله خلق آدم على صورته لا يمكن أن تعوزه الروح الربانية ولا أن يجرد الإنسان من هذه الروح، وأن الآيات التي وردت في القران