للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البحث عن غد]

للكاتب الإنكليزي روم لاندو

للأستاذ علي حيدر الركابي

- ٣ -

الفجر في سورية

سورية وفرنسا

لقد قبل أهل لبنان الانتداب الفرنسي بلا مقاومة عنيفة، بينما بقي السوريون يعتبرونه حالة لا مبرر لها. وقد عبروا عن كراهيتهم له بمقاومات مستمرة مشروعة وغير مشروعة. وكانت ثورة سنة ١٩٢٥ أبلغ هذه المقاومات أثراً، ولم ينجح الفرنسيون في قمعها إلا بعد عامين. وقد بدأت بعصيان قادة الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش في جبل الدروز الواقع في الجنوب الشرقي من سورية. إلا أن هذا العصيان ما لبث أن توسع حتى عم البلاد كلها. وقد أدت هذه الثورة التي كانت سادس حركة تحريرية قام بها السوريون إلى ضرب الفرنسيون دمشق بالقنابل في شهر أكتوبر سنة ١٩٢٥م إذ ضربت مدافعهم بعض أحياء المدينة كما ألحقت الضرر الجسيم بكثير من الأماكن ذات الأهمية التاريخية مثل (الطريق المسمى بالمستقيم)

وسار السوريون في جهادهم للحصول على حقوقهم الطبيعية إلى أن منحهم الفرنسيون عام ١٩٣٠ رئيساً للجمهورية ووزارة دستورية ومجلساً نيابياً. على أن الدستور الجديد لم يقض على سلطة المندوب السامي الواسعة، فهو ما زال يدير شئون سورية من مركزه في بيروت، كما أنه لم يخرج الجيش الفرنسي من البلاد. أما معاهدة سنة ١٩٣٦ التي ستوضع موضع التنفيذ بعد ثلاث سنوات من عقدها فهي تتعهد بمنح سورية استقلالها التام. والتحالف السوري الفرنسي بموجب هذه المعاهدة ليس مؤبداً كتحالف لبنان، بل هو موقت بخمس وعشرين سنة

يوجد بين الأهلين في مصر والعراق والسودان أناس يعترفون بفضل بريطانيا العظمى عليهم في الماضي، ولا يشعرون بكره نحو الأفراد البريطانيين. أما هنا فالعداوة بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>