من أهم المشاكل الدولية الحالية وأبرزها: المشكلة التشيكوسلوفاكية، فقد كادت تكون في المدة الأخيرة سبب حرب عالمية، ولا تزال موضع اهتمام ساسة الغرب ولا سيما الإنكليز والفرنسيين منهم، والذين يعملون على حل هذه المشكلة ليزيلوا شبح الحرب من أوروبا الوسطى
والمشكلة التشيكوسلوفاكية معقدة عويصة، يحتاج تفهمها إلى التعرض لتاريخ تشيكوسلوفاكيا قبل الحرب العالمية، والى عرض صعوبات الحكومة التشيكوسلوفاكية قبل الحكم النازي في ألمانيا، والى إظهار تغير الحكم الهتلري لعوامل المشكلة التشيكوسلوفاكية والمفاوضات الجارية لحلها. وأخيراً إلى مرامي السياسة الألمانية
تقع جمهورية تشيكوسلوفاكيا في أوربا الوسطى، وهي محاطة بألمانيا والنمسا وهنغاريا ورومانيا وبولونيا، ومكونة من مقاطعات بوهيميا وموارافيا وسيليسيا، بلاد التاج البوهيمي قديماً، ومن قسم من هنغاريا القديمة، وعاصمتها مدينة براغ.
ويجب ألا يغيب عن الذهن أن بوهيميا كانت مدة خمس قرون، ما بين عام ١٠٦٨ - ١٥٢٦ مملكة مستقلة، وأن ملكين من ملوكها، وهما شارل الرابع وونسيلاس الرابع، كانا ملكين رومانيين مقدسين.
وفي أثناء حروب القرن الخامس عشر الدينية قاوم أهل البلاد بنجاح الهجمات النمساوية وحافظوا على استقلالهم. غير أن تاج بوهيميا وتاج هنغاريا وُحِّدا عام ١٥٢٦على رأس الإمبراطور فرديناند الأول، من أسرة هابسبورك. ومنذ ذاك التاريخ ابتدأت حكومة النمسا تدريجياً تجعل الحكم مركزياً، وتحكم بوهيميا مباشرة. وقد تم ذلك بعد ثورة ١٦١٨، واندحار رجال التشيك أمام الجيوش النمساوية في موقعة الجبل الأبيض عام ١٦٢٠. ومن حينئذ زال استقلال بوهيميا باستيلاء النمسا عليها، وأصبح السلوفاكيون تحت اضطهاد الإقطاعيين المجربين
وفي أوائل القرن التاسع عشر ابتدأت الحركة القومية التشيكية، وبرغم خيبة الأمل في