الأستاذ الغمراوي إلى كتب الملل والنحل العربية لوجد أن بعضها لم يترك إلحادا إلا وصفه ولا كفر إلا أطال القول في معانيه
وأقوال ملاحدة الدولة العباسية وغيرها من الدول لا تزال أمام القراء من شعر ونثر، وما ترك الأول للآخر شيئاً.
إذاً يحسن بالأستاذ الغمراوي أن يقصر قوله على الرافعي، وأن يمجده ما شاء، وأن يقدس مراعاته حرمة الآداب والأخلاق الإسلامية، أما أن يقع في خطأ الاستنتاج فهو أعظم من ذلك منزلة؛
وإذا كان الأستاذ الغمراوي يريد أن يقضي على سبب من أهم أسباب فساد الأخلاق فعليه أن يحث وزارة المعارف وإدارة المطبوعات على تشكيل لجنة لفحص الكتب العربية وطمس ما هو مفسد للأخلاق في الموجود من نسخها وتحريم طبعه في الطبعات الجديدة فان ائتمان أمثال هذه الكتب وهؤلاء الأدباء على أخلاق النشء (ومحاربة الأدب الأوربي) يكون كمن يأتمن لصاً وطنيا على بيته وأمواله وأثاثه لأنه وطني؛ وقد يكون هذا اللص الوطني أشد خطرا لأنه يؤتمن ويمهد له السبيل ويعطى له مفتاح المنزل. أو كمن يأتمن فاجرا داعرا على أبنائه لأنه كان صديق صباه وأليف أيام شبابه.