للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دوائر معارفنا الإسلامية]

للأستاذ عباس محمود العقاد

أقتُرح على المجمع اللغوي تأليف معجم للألفاظ القرآن الكريم، فذهبت أنظر في المعاجم والموسوعات التي عندنا وعند غيرنا من هذا القبيل، فلم ألبث أن رأيت بعد مقابلة يسيرة أننا في هذا الباب جد فقراء

عند الأوربيين موسوعات مختلفة الأحجام والأغراض لأسفارهم الدينية ومأثوراتهم المقدسة

فللتوراة والإنجيل موسوعات صغيرة تفسر الأسماء والأعلام والوقائع والألفاظ، فلا تذكر في الكتابين اسم رجل أو بلد أو قبيل إلا استطعت أن ترجع إليه في موضعه، فتعرف شيئا عن تاريخه وموقعة ومناسبة ذكره؛ فإذا بك أمام كتاب يكاد أن يفيدك في كل شئ، ولا تنحصر فائدته في فهم التوراة والإنجيل

ولهذين الكتابين موسوعات صغيرة أيضا تتناول الآيات والأجزاء على الترتيب، فتقرن بين بعضها وبعض، وتقابل بين الفرائض المختلفة من قديم وحديث، وتفسر مدلولاتها على حسب العصور والمصادر اللغوية، فتجمع بين معرفة مدلولاتها على حسب العصور والمصادر اللغوية، فتجمع بين معرفة الشريعتين الموسوية والمسيحية، وكل معرفة لها بهاتين الشريعتين اتصال

وعندهم موسوعة للطيور التي ورد ذكرها في التوراة، أو للأشجار والأزهار التي تكلم عنها الأنبياء، فيستفيد منها الباحث في علمي الحيوان والنبات، كما يستفيد منها الباحث في الدين

أما الموسوعات المطولة الشاملة فهي ذخائر من المعلومات لا تند عنها دانية ولا قاسية من موضوعات المسيحية أو الموسوية، وقد يلتبس على القارئ الأمر بين دوائر المعارف العامة التي تتناول كل شئ وكل مادة، وبين دوائر المعارف الدينية التي يظن من عنوانها إنها مخصصة ولو بعض التخصيص لناحية من نواحي الحياة الإنسانية

بل عندهم معاجم صغيرة للإسلام ليس لها نظير في اللغة العربية ولا في لغة من اللغات التي يتكلم بها المسلمون

من ذلك قاموس الإسلام الذي وضعة توماس باترك قبل نيف وخمسين سنة ثم أعيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>