كتب (ا. ح) مقالاً بمجلة (الصباح) عنوانه (الأدباء المعاصرون في مصر - وهل فهموا رسالتهم الفكرية؟) قال فيه إن بعض كبار كتابنا من المشتغلين بالأدب والتأليف، ثار في الأيام الأخيرة، لحرمان الأدباء من جائزة فؤاد الأول الأدبية ومن حق كل متفوق أن يحنق لذلك، بعد أن منح الجائزة رجال القانون والعلوم.
ولكنه يرى أن تلك الثورة لا تمنع من تقرير حقيقةٍ اجتمع الرأي عليها (وهي أن أدباءنا على كثرة ما ألفوا من كتب، وما أصدروا من مؤلفات، لا يزالون بعيدين عن فهم رسالتهم الحقيقية في المجتمع)
ويحدد الكاتب رسالة الأدب التي يرى أن الأدباء لا يزالون بعيدين عنها، فيقول: إن الأدب هو الحياة، وكل أدب لا يصور حياتنا، ولا يتصل بها اتصالا يهدف إلى تجديدها، من حيث التنبيه إلى ما فيها من أخطاء ونقص، والدعوة إلى إصلاح عيوبها أو التحذير من أخطاء هذه العيوب - هو أدب زائف لا يمس حياتنا، ولا يؤدي الخدمة المنشودة منه، إنه يكون أدباً غير متفاعل مع عواطفنا، قليل الاهتمام بهمومنا ومشكلاتنا الروحية) ثم يتساءل: هل في كتب الأدب الكثيرة التي أنتجها رجال الفكر في مصر ما حقق رسالة الأدب على هذا الأساس؟ وهو يرمي إلى أن أكثر تلك الكتب ألف في البحوث الأدبية عن آداب العصور الماضية، وأن توجيه أكبر الجهد إلى ذلك دون ابتكار أدب تجد فيه الأمة ما يحفز همتها للنضال من أجل الحرية أو إرشادها إلى الطريق القويم الذي تسلكه في الحياة - إنما هو قصور في تأدية رسالة الأدب على حقيقتها، وعندما نستطيع إنتاج أدب يتسم بالخلق والابتكار، ويعالج مشاكلنا الكثيرة، ويصحح أوضاع حياتنا المقلوبة، ويتجه بمجتمعنا نحو الرقي عندئذ نستطيع أن نغضب إذا حرم أدباؤنا من أي جائزة رصدت للمتفوقين منهم في أي فرع من فروع رسالتهم السامية. . .
وهذا الذي كتبه كاتب الصباح (كلام جد) عبر فيه عما يشعر به الكثيرون، فإننا إذا أحصينا إنتاجنا الأدبي المعاصر نجد أكثره إما دراسات لأدب العصور العربية الماضية، وإما دراسات ومترجمات من الآداب الأجنبية، فأما الأدب الذي يصور حياتنا ويعبر عن ذات