أنفسنا فهو قلة، مع أنه هو الأدب الأصيل، وما البحوث والدراسات إلا خدمة له، وليست الترجمة إلا (استيراد) له من الخارج.
وقد كان لنا العذر في قلة إنتاج الأدب الأصيل في الصدر الأول من هذا العصر، لأنه كان عصر نهضة، والنهضة تحتاج إلى كثرة النقول ودراسة الآثار، لنتزود منها ونبني على نافعها، أما الآن فلا عذر لنا في كثرة الدوران حولها، وإهمال أنفسنا، فلا نبني لزماننا كالذي بنى أسلافنا لزمانهم. . .
هذا من ناحية الموضوع العامة، أما ناحيته من حيث استحقاق جائزة فؤاد الأول الأدبية فثمة أمران يرجحان كفة الأدب الأصيل: الأول هو ما قدمناه من بيان أهميته، الأمر الثاني يمكن استخلاصه من المرسوم الملكي الصادر بإنشاء جوائز فؤاد الأول وفاروق الأول، فقد جاء فيه:(يشترط فيالإنتاج الذي يقدم في المسابقة في كل عام أن يكون ذا قيمة علمية أو فنية ممتازة تظهر فيه دقة البحث والابتكار (ويهدف خاصة إلى ما يفيد مصر) والإنتاج القومي) والشرط ينصب على الآداب والعلوم والقانون، وجميعها لا بد أن تهدف إلى ما يفيد مصر. ولا شك االأدب الذي يعالج مسائل مصر ويصور حياة مصر وينبعث من البيئة المصرين، هو أقرب الآداب إلى فائدة مصر. وصحيح أن المرسوم نص على أن جائزة الآداب تشمل (الآداب البحتة مثل الأدب القصصي، الأدب التصويري، الأدب الاجتماعي، الشعر، البحوث الأدبية (النقد، البحوث اللغوية، الدراسات الإسلامية الأدبية) والتأريخ والجغرافيا والفلسفة والآثار)
ولكنه إلى تقديمه الآداب البحتة، قيد الجميع بأن تهدف خاصة إلى ما يفيد مصر. وستجتمع لجنة جائزة الآداب وتنظر في كل ذلك لتقرر منح الجائزة لمن يستحقها في العام القادم بعد أن أجلتها هذا العام، ولا أخالها إلا مرحبة بمعرفة اتجاه الرأي الأدبي العام، وتقدر ما يبدى من الآراء التي يراد بها وجهة الأدب الخالصة
قضاة الغرام:
أرادت مجلة (الاثنين) أن تستفتي الأدباء في مشكلة من أهم المشاكل التي تشغل بال الرأي العام في هذه الأيام. . . هي مشكلة غرام! فقد ساءت العلاقة بين شاب وفتاة، وتكرر وقوع الاعتداء من أحد الطرفين على الآخر، فأصبح الأمن بذلك مهدداً في عالم الغرام. . . ولم