للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشباب]

إلى أين يتجه الشباب؟

الآن تقف مصر وأكثر بلاد الشرق العربي على مفرق الطرق في تاريخها الحديث، فهي تودع عهداً كان غرضها فيه واحداً استنزف كل ما لديها من حيوية ونشاط، وهو استعادة سيادتها المغصوبة ومجدها المفقود؛ وتستقبل عهد الإصلاح والإنشاء لتعوض ما فات عليها من فرص الإصلاح الداخلي، فتصلح ما أفسده العصر المنصرم، وتنشئ ما يطلبه العصر الجديد.

ومن شأن هذا العهد الانتقالي أن يحمل الأمة على إعادة النظر في أساليب الكفاح، فلكل ميدان عدته، ولكل عهد أساليبه.

والرسالة يهمها في هذا الباب مصير الشباب، فنحن موقنون بأن العهد الجديد سيتناول موقفه بالتغيير وغرضه بالتحديد

حمل الشباب بالأمس علم الجهاد الوطني، فكان جندي المعركة المضحي بوقته ومستقبله ودمه. وسجل في تاريخ الحركة الوطنية صفحات خالدات من الإخلاص والبطولة والتفدية.

أما الآن وقد صمت النفير، وتوارى الخصم المهاجم وراء المعاهدة، وارتدى ثوب الحليف، وآب المجاهدون إلى الزرع الذي تركوه، وإلى الأرض التي أغفلوها، فقد انفتحت للكفاح ميادين جديدة، وأبواب عديدة، وضاق الميدان السياسي عن الجهود الشابة والحماسات الدافقة

فهل يخرج الشباب ممن الميدان السياسي لينكب على تحصيل العلم وجمع الثروة وتنظيم الحاضر وتدعيم المستقبل ثم يتركه لقادة الرأي من شيوخ السياسة ورجال الإدارة؟

أم يبقى فيه ويظل زيته المضيء المحترق على أن يتطور مع مقتضياته الجديدة؟

وإذا أخذ بالرأي الثاني فإلى أي اتجاه يتجه بين مزدحم الآراء ومهب الأهواء في هذا العالم المضطرب الصاخب؟

ذلك ما فتحنا لأجله هذا الباب، مقدرين أن تتبارى فيه مطامع الشباب وتجارب الشيوخ

ويهمنا على الأخص رأى الشباب لأننا نريد أن نطلع على انفعالاته واتجاهاته، فنقف منها موقف البستاني من نبت الحديقة، يستأصل أشواكها وزوانها، ويتعهد أورادها وريحانها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>