- اسمعي! إذا كنت تريدين زوجاً صالحا فعليك بهذا الشاب الذي مر الآن ونظر
- أيهم؟ فهم كُثر، الذين مروا ونظروا
- نعم هم كثر، ولكنه هو واحد، وقد عرفك وأنت عرفتِه، وقد حياك وأنت حييته. . . فلم التجاهل؟
- أأنا حييت أحداً الآن وحياني؟ متى كان ذلك؟ وكيف كان؟
- زعموا أن آنسة كانت جالسة على قارعة الطريق في مقهى وكان معها دلو. . .
- دلو؟
- أي نعم. . . بمعنى رجل. . . وهو عند المرأة هكذا لأنها تلقي به حيث شاءت، وتملؤه بما يطيب لها، و (تدفقه) أينما أرادت، وتأخذ منه كل ما يحتويه فتختص به نفسها أو توزع منه على من تحب. . . فإذا انثقب رقعته، فإذا انكسر جبرته، فإذا تحطم حرقته واستدفأت بحطامه. . .
- يا له من ثأر بينك وبين المرأة. . .
- أنا؟ أنا ما بلغت إلى اليوم منزلة الدلو. . . مهما أكن فلن أزيد على لوح من ألواحه فلا يمكن أن يكون بيننا ثأر
- يا للفضيحة. . . ما علينا. . . أتمم قصتك. . .
-. . . وكان الدلو يتحدث إلى الآنسة بكلام تافه سخيف لا غناء فيه لأنه يدور حول أسرار الوجود. . .
- وهل يقال عن الحديث الذي يدور حول أسرار الوجود إنه تافه سخيف؟ فما الحديث الجليل الخطير؟
- هو عندكن ما يدور حول هذه الجثث التي هي أنتن، وحول هذه الخرق و (الهلاهيل)