للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي هي ثيابكن أو دروعكن وما أشد التباين بينها وبين دروع الرجال، فهم يتدرعون بما يقيهم الهجمات، وأنتن - يا ويلي منكن - دروعكن مغامز ومطاعن تكشفنها كشفاً، وتظهرنها عمداً ليسهل افتراسكن على الجرذ الضئيل كما يسهل على الأسد الضرغام

- يا أخي! أما تُتم قصتك وتدع هذه المهاترات. . .

- فلندعها. . . ومر بالآنسة وصاحبها. . . آخر. . . عريض المنكبين متين الألواح. . . طفت رجولته على جلده ولم يعد منها شيء في داخل نفسه. فلما رأى الآنسة، تجمعت قواه في عينيه، ثم انبثقت القوة تياراً، وانطلق التيار جارفاً قوياً، فصدم الآنسة في عينيها، وفيما بين عينيها، وفيما حول عينيها، فآلمتها الصدمة، فرفعت يدها إلى رأسها تحول بين رأسها وبين هذا التيار الذي لو ثقل عليها لتراخت وتخاذلت وتساقطت، ولنتحسس بيدها أيضاً مكان الصدمة تختبرها وتتعرف مداها، كما نصنع دائماً عند كل صدمة، ولكنها فطنت إلى أنها بين جماعة من الناس قد يكون فيهم من يتتبع حركاتها، فمررت يدها سريعاُ من جبهتها إلى شعرها حتى يظن الذي يراها أنها إنما رفعت يدها لتصلح من شعرها، لا لتتقي تياراً، ولا لتشد أعصابها. . . وجازت هذه الحركة على كل من رأوها. . . وصاحبها أولهم

- وما لنا وهذه الحكاية؟

- هذه الحكاية حدث الآن ما يشبهها، وكل ما في الأمر أني أردت ألا تفوت من غير أن ألفتك إليها لعلك تستغلينها، وتربطين إليك بسببٍ صاحبك هذا الذي مر، وهو فيما يظهر ممتلئ. . . رجولة وغروراً، ومالاً أيضاً. . .

- ولكن هذا أجنبي

- إذن فانتظري الذي ليس أجنبياً، والذي يؤثر فيك هذا التأثير، واعلمي أنه هو الأهل لك

- ولكن رجالاً كثيرين. . . كثيرين جداً يفضلون السحلب على (المغات). . .

- نعم لأن الكاكاو أطيب طعماً من جوز الهند

- عدنا إلى الخلط؟

- لقد مشيت معك. . . كنا نتحدث عن الرجال والنساء فانتقلت أنت إلى العطارة، فآثرت أن أجاملك وأن أمضي معك حيثما تريدين. . . فهل نعود إلى ما كنا فيه وتقولين لي مالهم الرجال الكثيرون الذين كنت تريدين أن تتحدثي عنهم. . . أو الأحسن أن ندعهم ونتحدث

<<  <  ج:
ص:  >  >>