كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني:
(اتق شهر من أحسنت إليه) وفي لفظ من تحسن إليه. قال في الأصل: لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف، قال: وليس على إطلاقه بل هو محمول على اللئام دون الكرام، ويشهد له ما في المجالسة للدينوري عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه): الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا لطف. وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ما وجدت لئيماً قط إلا قليل المروءة. وفي التنزيل:(وما نقموا منهم إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله).
وقال أبو عمرو بن العلاء يخاطب بعض أصحابه: كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن المفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. . . وعن البيهقي في الشعب عن محمد بن حاتم المظفري قال: أتق شر من يصحبك لنائله، فإنه إذا انقطعت عنه لا يعذر، ولم يبال بما قال وقيل فيه.
٩١٥ - خلت الديار قسدت غير مسود!
قال أبن خلكان: كان أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي المعروف بالمستظهري الملقب فخر الإسلام - فقيه وقته،. . . وانتهت إليه رياسة الطائفة الشافعية، وصنف تصانيف حسنة. . . وتولى التدريب بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد سنة (٥٠٤) إلى حين وفاته، وكان قد وليها قبله الشيخ أبو إسحاق الشيرازي وأبو نصر أبن الصباغ صاحب (الشامل) وأبو سعيد المتولي صاحب (تتمة الإبانة) وأبو حامد الغزالي، فلما انقرضوا تولاها هو. وحكى لي بعض المشايخ من علماء المذهب إنه يوم ذكر الدرس وضع منديله على عينيه، وبكى كثيراً وهو على السدة التي جرت عادة المدرسين بالجلوس عليها، وأنشد: