ما الذي يوجب أن تشعر يا سيد سباعي بمثل لسع العقرب كلما لوّحتُ لك باسم الشيخ المرصفي؟
ما الموجب لهذا الفزع وقد مات المرصفي ومات ثم مات؟
السبب أوضح من أن يحتاج إلى من ينبّه إليه القراء، وهو عرفانك بأني سأقهرك على الاعتراف بأن كتابك (تهذيب الكامل) لن يظهر سليماً من الأغلاط يوم تطبعه للمرة الثانية إلا وأنت مدينٌ أثقل الديَّن لكتاب (رغبة الأمل في شرح الكامل) وهو الكتاب الذي دعوتَ الناس إلى الصدوف عنه ليخفي عليهم فضل مؤلفه عليك
وشبح الشيخ المرصفي سيلاحقك في يقظتك ومنامك، لأن كتابك لن يطبع بعد اليوم قبل أن تشهد كل صفحة من صفحاته بأنك استعنت بتحقيقات الشيخ المرصفي، وقبل أن تعترف علانيةً بأنك خضعت لجبروت الحق، بعد أن طال جدالك فيه
ولو كان الله منحك نعمة الذوق لقدرت قيمة التعصب لرجل ميت لا أنصار له ولا أشياع، ولا ينتظر أن يكون للتعصب له بارقة من بوارق الثواب، وقد عاش ما عاش وهو معدوم السناد من العصبيات، فما استهانتك بالوفاء وهو معنى لا يقيم له الميزان غير أحرار الرجال
ثم ماذا؟ ثم وجدتَ الفرصة للتخلص من تهمة السرقة من كتاب النثر الفني فيما يتصل بنشأة فن المقامات في الأدب العربي، لأن كتاب النثر الفني ظهر في سنة ١٩٣٤ وأنت فيما تزعم أعلنت هذا الرأي في سنة ١٩٣٣ فهل تصدق في سريرة نفسك أنك نجوت من صولة الحق؟
وهل تضن أن الأسانيد المدونة في مقالاتي ومؤلفاتي غير قديرة على إلقاء تهمة السرقة