(ولد تولستوي - فيلسوف روسيا العظيم - في ٢٨ أغسطس سنة ١٠٢٨ من عائلة عريقة (أرستقراطية) وكان شغوفا بالعلم، مكبا على الأدب محبا للحكمة. . . فلما رأى ذلك البؤس الذي يحيط بالفلاحين. . وشاهد تلك التعاسة التي تكتنف العمال. . . انبثق في فؤاده نور الحق، وتفجرت في قلبه عيون الرحمة والعطف، فعقد في نفسه ألا يهدئ باله حتى يقوم على إسعادهم، ولا يسكن في فؤاده حتى يعمل على خيرهم.
وظل - طيلة حياته - يكافح في سبيلهم، فعاش في أملاكه يزرعها ويقسم ما تغله على الفلاحين، ثم لم يلبث أن تخلى عنها ووزعها بينهم. . . واتهم - آخر أيامه - بالإلحاد. . فاختفي ردحا من الزمن.
وبعد (تولستوي) القطب الأول والكاتب الأكبر في روسيا. . . وتعد كتبه (الأناجيل الأولي) للثورة البلشفية، التي بذر بذورها. . . غير أنه لم ير الغرس وهو يستوي على ساقه، فيهز الروسيا ويهز العالم أجمع. . . فقد قضى في ٢١ نوفمبر سنة ١٩١٠.
وما زالت كتبه - وقد شاعت في أرجاء العالم - تظفر بكل إعجاب وإجلال. ومنها (البعث) و (القيامة) و (الحرب والسلام) و (أين المخرج). . .
وهذه القصة - التي نبسطها اليوم على صفحات (الرسالة) الغراء - من أروع الأمثلة على ما كان يفيض به تولستوي من الحس العميق والوصف الدقيق لحياة عائلة من تلك الطبقة التي كرس حياته لرفعتها ونصرتها. .
وقد دعتنا الضرورة إلى تحوير العنوان التي عرفت به هذه القصة وهو أي (بماذا يعيش الناس)؟)