ولما وصلنا، ألقينا لديهم عصا التسيار، وفي ثاني يوم الإقامة عندهم، حال توالي رؤيتنا برهم ورفدهم، قصدت زيارة سيدي سيلان. وممن مشى في الركاب جمع من الأحباب منهم محمد سعيد السلفيتي، وتوجهنا صحبتهم إلى (سعسع) وبعد الغدا سرنا إلى (صفد) وزرنا ابن حبيب والمغارة، وختمنا الربعة الشريفة، وتغدينا عند قاضيها إسماعيل أفندي، ذي الوثبة المنيفة، ودعانا واليها للعشا، وسرنا منها قبيل العشا، وقطعنا (الخيط) صحبة أولاد مراد، وودعناهم عند (عين الذهب) الفائقة عين العسل، وسرنا إلى خان (حاصبية) ومنه أتينا (أكمام) وسرنا إلى قرية (راس العين) فرأيناها منتزها يسر لا خاطر والقلب والعين، وبتنا عند رجلها الشيخ محمد، واجتمعنا فيها برجل مصري يسمى بالشيخ علي، له فضيلة في العلم بها مليء، وفي الصباح بعد وداع رب المنزل والضيف، سرنا كأنا نسير في وادي عوف. وعندما وصلنا (المزة) نزلنا بساحة حلوة، ووردت علينا أحباب أعزة، منهم الصهر النبيل الشيخ إسماعيل، وابن العم ذا الوفا المنلا مصطفى، والصديق احب الأحوال السمان الشيخ عبد الرحمن السمان، وغيرهممن أعيان ونزلت لدى الصهر المحترم من أجل الأخت وأولادها الحرم، وبقية الجماعة في دار قريبة منا، وورد كثير أحباب السلام، حتى حبست في البيت عدة أيام، وبعد أن أقام الحجاج حسن أياما وأخذنا ما يحتاج إليه من الهدية تماما، وزار الصالحية ورجالها، وقصد أعيانها وابطالها، طلب الإذن بالعودة الأحمد، وتوجه فحرك السواكن يوم وداعه، وتوجه صحبته الشيخ أحمد الباقاني والخ الحاج سلامة الراميني والأخ المراعي للعهد الحاج حسن الجماعيلي والحاج محمد الكفرعيني وبعد توجههم إلى البلاد، بهدية للبيت والأولاد، اجتمعت بالوزير المشير جناب سليمان باشا ذو القدر الخطير، وكنت سمعت الخالص والعام يثنون عليه بحسن الالتئام مه أهل الشام، فأكرم بما لا مزيد عليه من إكرام. حباه الله مزيد الإنعام.
(وممن اجتمع بنا المحب المجد الذكي محمد جلبي بن مكي، وأنشقنا مع حسن أدبه عرفه الزكي، ومشى أمامنا يوم وداع الدستور الأكرم المسكي، وقام في خدمتنا وهوالمشار إليه أتم