(وفي اليوم الثاني من شهر ربيع الأول، توجهنا بعد وداع أهل وأحباب إلى (حرستي) مع الصهر المحترم من الأحبة، ثم رجع الصهر وسرنا إلى (دومة) القرية المعلومة، وبتنا في دار واسعة الأكناف مع إخواننا الكرام الأشراف، وفي الساعة السادسة ودعنا ابن العم المنلا مصطفى، والأخ الأمجد الشيخ محمد السفاريني والصديق الجليل نجل شيخنا الشيخ أحمد أبي المواهب الحنبلي وغيرهم سائرين إلى (القطيفة) ثم سرنا منها إلى (النبك) ذات الحبك والسبك، وأنشدت بعد ما ذكرت الشيخ علي النبكي:
ولما أن أتيت لأرض نبك ... غدت عيني من الأبعاد تبكي
ومنها أتينا خان (حسبة) العامر الآهل بمعمره ذي الرأي الثامر، ومنها سرنا إلى مدينة حمص وزرت رجالها من الخارج، كالمدتين السابقتين، وقرأت الفاتحة لسيدي خالد بن الوليد، وورد على تاجر يسمى بالسيد عبد الرحيم، وطلب الاندراج في سلك أهل الرحيم، وآخر يقال له الحاج باكير وكان أرسل لي كتابا أودع فيه أساطير، وطلب الإجازة والانتماء للفقير، فأجبته، وأنا راج لي وله التعمير، وسرنا منها إلى حمى (حماة) ولما رأيت سورها المقول في قلب لفظة المأنوس، وسورة حماة بها محروس، شهدت من بعيد أحبابا لهم ود أكيد عرفت منهم صهر الصهر السيد عبد الرحيم العقيلي ذي الشراب السلسبيلي وغيره من أصحاب أعرفهم من دار الصهر المهاب، ثم تتابع استقبال أخبار، من أعيان تلك الديار، وأنزلنا المشار إليه في داره والرفاق، وأغدق الإكرام أي إغداق، وممن حضرنا فاضل علي، وفاصل ملي، يدعي بالشيخ علي، وطلب تحصيل النسبة، مع جماعة لهم في الفضل رتبة، فأجبناهم لذلك، راجين، لنا ولهم سلوك أحسن المسالك، وكتبوا الأوراد والقصائد الأبتهالية، وأخذ بها ما يقارب العشرين من النفس الذكية، وخرج لوداعنا إخواننا الكرام، منحهم الله وافر سافر المرام، وسرنا إلى (قلعة المضيق) وهان علي من بعد قطع كل مضيق، ومنها أتينا (الشنغر) الذي امتلأ بالناس وما شغر، ولصدر نازلة بالأمن شرح فما وغر، ثم سرنا إلى (الزنبقي) وفي الأثناء ذكرت من في الدياربقى، وتذكرت قول المصونة علما، قرة العين، قبل توجهي عنها بيومين، متى يا أبي تذهب فقلت؟ بعد غد والقلب يتلهب، فأسندت رأسها إلى الحائط القبلي، وأجرت دموعا تضنى المحب وتبلى، فمنيتها