بقرب الرجوع، فلم يفدها غير سكب الدموع، بل قالت مرادك تخليني وتروح، وأنت أنة مستهام مجروح، وذكرت أخاها، عندما رقبته حناها، وشقيقتها النفيسة، وبكاها يوم الوداع بأشواق رسيسة، وأتواق كبيسة، فأبدى التذكار، سحاب دمع حار،
على العاصي في بلاد النصيرية:
(ونصبت لنا خيمة على كتف نهر العاصي، فانحظينا ببسط دان غير قاصي، وسرحت طرق في زيتون تلكالقرايا، التي أهلها على المذهب النصيري، وقبل أن جمعنا على مذهب الإمام ابن إدريس، تحركت إلى إنطاكية بوجد رسيس.
في إنطاكية:
(ثم أنا جمعنا وسرنا، وإليها على أجنحة الخيل طرنا، ورأينا غب الوصول سورها الخراب، المحير للألباب، ولكنه كاد يساوي التراب. وبعد أن استقر بنا على جانب العاصي، رأيت ناعورة بصوت حزين، دائرة على قلبها تجري عليه الدمع الحزين فأشجاني وأبكاني بكاها. وزرت من البعد سيدي حبيب لانجار، وكتبت للأخ الأمجد الحلبي، الشيخ محمد بن أحمد المكتبي، كتابا مختصرا على الأخبار بوصول إنطاكية. وصورته (بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب أسيافه للأعداء ناكية، وبعد فنعم الأخ الكريم غب السلام والتكريم، أنا وصلنا بالسلامة إنطاكية، نهار الثلاثاء الثلاث عشر من شهر المولد الذي طيب عرفه الأطياب حاكية، فأحببنا إعلامكم بذلك كيما يتوجه بالدعاء كل خدن محبة لقيس لبني محاكية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
ودخلنا بها الحمام الجندي، واشتريت فرسا حمرا، لكي أطفئ من متعب السرجي جمرا، ورحلنا لنحو (بيلان) التي عقبتها أم غيلان وحصل يومها لطف صحبته سلامة لولاه، لأهلنا التراب على رفيقنا الحاج سلامة فقلت:
ثم سرنا مها إلى (باياس) ... بعد ضيق يلقي بحر الاياس
وسبقنا لها بجمع من الركب ... وفي خانها شبت بطاسي
ثم منها سرنا (لقرط قلاق) ... فأصاب الفؤاد حد احتباس