ولنسقي من نهر جيحون كوبا ... مذهبا مذهبا هناهم راسي
واصطحبنا يوم الدخول إليها ... بمحب في العلم والفضل آسي
أحمد الاسم أحمد الوصف قد ... حط لدى أحمد الأنام المراسي
أخذ عن أعلام شام كرام ... حافظ للحواس والأنفاس
خص قربا ممن يحب وشربا ... وكذلك الأحباب قومي وناسي
في أدنة والأناضول في طريق الحج إلى استنبول
(الأستانة) دار السعادة
(ثم دخلنا في الصباح (أدن) ولم نخف منع حماة سدنة، لأن ركب الحاج، آمنوا من أعوان الحجاج، وطرقنا بها يوما، فاسترحنا إقامة ونوما، ثم قطعنا الشاقط الساقط، بعد جهد بالأساناياقط، وأتينا (اليايلا) أي النجعة بوزن الدقعة، طلب الكلأ في موضعه، تقول منه انتجع فلان فلانا أي يطلب معروفه، والمنتجع بفتح الجيم المنزل في طلب الكلأ، ويقال أربعوا أي أقاموا في المربع، وأربع إبله في مكان كذا أي رعاها في الربيع، فوجدنا من النصب الشديد، ما ليس عليه مزيد، وقطعنا من العقاب، ما جمع كل عقاب، وسرنا منها إلى (خانين) تقابلا بعد قطع مخاضات أربعين، لا تكاد تقطع لفرطشقة وعنا، لولا أن المعين يعين، وصعدنا منها جبلا لا ينتهي صعودا إلى الجوزاء من غير سلم، وعقبه هبطات مزعجة جدا تهبط حيل نازلها ولكن الله سلم، إلى أن وصلنا (أولى قشلة) فانتشلنا بالنزول لديها أي نشلة، ثم منها توجهنا بلا مهلة، إلى مدينة (أركلة) ونزلنا لدى ماء خرار، فتذكرنا الشام الكثيرة النها، وأقمنا للراحة، إذ للمكارين بها عادة استراحة، ولولا اعتناؤهم بهذه الإقامات، ما بلغت دوابهم دور السلامات، وليس في هذا الطريق راضة كطريق الحاج، وبه وعد كثير يدهدك لأبراج. وفي يوم الأحد ورد من أهل البلد، من لهم على الجدلجلد، برد جلدهم عليه وحسنة الخلد، ظنا أنه يدني دار الخلد من الأرضة أخلد، ينتمون إلى الزادية، ويعظمون النكير على الصوفية، بسند عليه لا يعتمد، فاظهر أحدهم ميلا ما به عند، فتكلمنا معه بما التهم الأحد، ورأيت الكلام مه أهل الخصام كالكلام ينكيالقلب والجسد، ومع أهل الاستسلام فكالقند الأملد، ثم سرنا إلى (قرة نبار) أي النبع الأسود، ومنها إلى