(أصمل) بجد دون قرار، ومنها إلى (قونية) بلدة المنلاخنكار، وزرناه وجلسنا في المقابلة، فحظينا بإمدادات مسبلة للسابلين، وإنعامات مختصة بكل قابل وقابلة، وسرنا إلى (اللادق) فأصابنا ريح بارد صادق، ونبه أن هذا الطريق في الصيف برده ينكي، ففي الشتاء عن وصفه أيها المعبرلا تحكي، مرشدنا لي إياك والسير في أكنافي، إلا إن كان في الصيف الصافي. وسرناإلى (الغن ذات القبلوجة) ومنها أتينا (آق شهر) على خيول مسروجة ومنها أممنا (بلاوضون) ومررنا على جسرها الطويل الذي يهون وقبيل غيبوبة قمر، سرنا إلى بياض بليل أظلم بعد ما أخمد، ومنها إلى (خان الوزير) ومنه إلى (الس غازي) ذي المقر الخطير، ومنه إلى (اسكي شهر) من أهلها في السدقة مهارة أمرها شهر، وكتبت منها كتابا للصهر، وكذلك كتابا للولد محمد كمال الدين، ومنها لم نزل نسير في طولها والعرض، ونقطع طول القفار، إلى أن وصلنا (اسكدار) فتلقانا بها أحباب أخيار
في مدرسة شمي باشا:
وأنزلونا مدرسة شمي باشا، وانتعش القلب بالراحة من الأفكار انتعاشا، واجتمعت بجانب المحب الأوحد، المفرد السيد محمد الأمجد، وكتبت منها للصهر كتابا، وآخر للولد، وكتابا للأخ الحاج حسن بن مقلد (الجيوسي) وأخر لمحمد جلبي مكي زادة، صدرته، بـ:
سلام من ديار الروم يهدي ... لخدن حبه أهدى وأهدى
في دعوة ابن عم الشيخ:
(ولما وصلنا (اسكدار) أقمنا من يوم الأحد إلى يوم الخميس، وكان دعانا ابن العم الرئيس، إلى داره للتأنيس، فسرنا إليها ذلك اليوم النفيس، وبعد أن أقمنا عنده أيام الضيافة، وشربنا في حانته صرف السلافة، أتينا بإشارته مدرسته، وكان أراد أن يدخلنا حوزته، فلم نجبه لحب في العزلة المحمودة، ورعاية الأحباب يردون على منزلتنا المقصودة، والمدرسة منسوبة لحسن باشا المقتول، المبنية فوق سبيله المقبول، ونحن إلى الآن فيها نرتجي حصول الوصول إلى حومل القبول والدخول، ثم يطلب الشيخ من محمد جلبي مكي في ختام كتابه (أن يسدي أجزل تحية لسدة قدوة عمدة الوزراء الفخام (أي سليمان باشا العظيم والي الشام، من نثني عليه ألسنة قلوب ملئت من لطفه بالغرام، حميد الذكر والشيم الكرام،