أثار مندوب مصر في مؤتمر النقاد الفنيين المنعقد بباريس في الشهر الماضي - مسألة (رأس نفرتيتي) وطالب بإعادته إلى مصر، وقد جرت مناقشة بينه وبين بعض الأعضاء في هذا الموضوع انتهت بإعلان المؤتمر حق مصر في استرجاع رأس نفرتيتي. وهو تمثال لرأس الملكة نفرتيتي، كانت قد كشفته سنة ١٩١٣ إحدى البعثات العلمية الألمانية مع مجموعة من الآثار في تل العمارنة، وقد احتال رئيس البعثة على أخذه إذ قال إنه حجر عادي لإحدى الأميرات، ووضع في متحف برلين وظل به إلى أن نقل في أثناء الحرب الأخيرة إلى مدينة فيسبادن للمحافظة عليه من الغارات الجوية، وما يزال بها إلى الآن.
وقصة غرام هتلر برأس نفرتيتي قصة مشهورة، أخذت مكانها بين القصص الخالدة في عالم الحب والغرام، وقد راح هتلر ضحية رأس نفرتيتي كأي محب قتله الهوى. . . إذ حقت عليه (لعنة الفراعنة) المعروفة في عالم الآثار. . . كما حقت على كارنرفون كاشف قبر توت عنخ أمون بلدغة بعوضة في هذا القبر قضت عليه. ولم يصب رأس نفرتيتي لعنة الفراعنة على هتلر وحده، بل محق بها ألمانيا في الحرب الأخيرة، بعد أن لم تعتبر بهزيمتها في الحرب العالمية الأولى ولم تلتفت إلى التمثال (الحرام) الموجود في حيازتها. . . ومن الخير لألمانيا أن ترد ملكة مصر القديمة إلى بلادها، فلن تقوم لها قائمة ما دامت فيها. وأخشى أن يتنبه (الحلفاء) إلى ذلك فيعلموا على بقاء رأس نفرتيتي بألمانيا لتظل هدفاً للعنة الفراعنة!
وقد وقف ولع هتلر برأٍ نفرتيتي حائلا دون تنفيذ الاتفاق الذي تم بين الحكومتين المصرية والألمانية بعد مباحثات طويلة، على أن يعاد الرأس إلى مصر لقاء أن تقدم مصر إلى ألمانيا بدلا منه تحفتين أخريين، هما تمثال كبير للكاهن رع نفير وتمثال آخر من الجرانيت للكاتب المصري أمينحوتب، ولم يسع مصر إزاء هذه إلا أن تقرر عدم الترخيص لأية بعثة ألمانية بالحفر والتنقيب عن الآثار في مصر إلا إذا أعيد رأس نفرتيتي إلى المتحف المصري.
وينتظر أن يثير هذا الموضوع مندوبو مصر في مؤتمر المتاحف الدولي المنعقد الآن في