للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

معنى النكبة

للأستاذ قسطنطين زريق

الأستاذ قسطنطين زريق عميد الجامعة السورية رجل من الرجال المشهود لهم بالقدوة والكفاية في المؤلفات الوطنية والقومية، وقد كان كتابه الأول (الوعي القومي) من الكتب القيمة التي تفخر بها المكتبة العربية. ولا ريب أننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الكتب. أما كتابه (معنى النكبة) فيعالج نكبة فلسطين وما انطوت عليه من دروس وعبر؛ وهو يدعو كل فرد من أفراد الأمة أن يؤدي واجبه لا أن يلقى التبعة على غيره فيقول: (لست ادعي أنني في هذه الدراسة المقتضية لمحنة العرب في فلسطين قد اخترعت البارود أو بلغة هذا العصر القنبلة الذرية، أو أني اكتشفت الدواء الشافي لعلاتنا جميعا، وإنما هي محاولة لتصفية تفكيري في هذه الأزمة الخانقة التي يترتب فيها على كل فرد من أفراد الأمة قسطه من الواجب ونصيبه من التبعة. ولا شك في أن أول شرط لحسن القيام في هذا الواجب، صحة الفكر واستواء الخطة) ويحتوي الكتاب على ثمانية أبواب هي (فداحة النكبة)، وفيها يبين لنا فداحة النكبة التي أصابت العرب في مأساة فلسطين؛ فهي نكبة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، ومحنة من اشد المحن التي ابتلى بها العرب في تاريخها الطويل على مافية من محن ومآسي. سبع دول تعلن الحرب على الصهيونية في فلسطين فتقف أنأيتها عاجزة ثم تنكص على أعقابها، ثم يجد الجد فإذا النار خافتة باهتة، وإذا القنابل جوفاء فارغة لا تحدث أذى ولا تصيب مقتلا. ويمضي أستاذنا على هذا النحو فيشرح في الفصل الثاني (واجب المفكر) وما هي رسالته فيقول: (هي أن يأخذ على عاتقه قيادة الرأي وسط الاضطراب والحيرة، هي أن يلقى ضوءا على الوضع المتخبط فيظهره على حقيقته ويميز بين مختلف عناصره ووجوهه. وظيفته أن يفرق بين الأسباب والنتائج فلا يقدم الثانية على الأولى، وأن يفصل بين الأسباب البعيدة والقريبة، وبين الأصول والفروع، فيعطي لكل شيء أهميته وبقدره قدره في العملية المعقدة المتشابكة) ويتناول في الفصل الثالث (المعالجة القريبة) وأركانها خمسة في نظره. . . تقوية الإحساس بالخطر، إرادة الكفاح، التعبئة العامة، والتوحيد بين جهود الدول العربية، وإشراك القوى الشعبية والمساومة الدولية

<<  <  ج:
ص:  >  >>