للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

مازبا. . .

للأستاذ محمد محمد مصطفى

(ليست قصة الصبي البولوني (مازبا) من نسج الخيال. فلا

تزال حوادثها مصورة على جدران كنيسة (سانت ماري) في

مدينة (جالاتز) برومانيا).

قالت الأميرة (أوجستا) لخادمها وهي تحاوره:

- إني لأعجب من أمر الصبي القائم بباب قصري لا يبرح مكانه منه إلا ليطوف طرفه بنوافذ غرفتي، فإن عرضت لي حاجة خارج القصر علق بي نظره ما يرتد إلا إذا غبت في حشد الطريق.

فقال الخادم: إنه مازبا يا مولاتي

- ومن يكون مازبا؟

- هو شريد غريب الأطوار طالما رقت له قلوب الناس ولكنه يمتنع عن أن يناله أحد بعطف أو إحسان إلا أجراً لخدمة يؤديها

- وما مقامه ببابي؟

وأرتج على الخادم ولوى شدقيه بكلمات لم تدرك منها الأميرة شيئاً. وكانت لحظة هائلة على الخادم المسكين، أيكذب على سيدته وما كذب في حياته قط. . . أم يقول الحق. . . وياله من حق. . .

أيقول لها إن هذا الشريد هائم بك قد تناهى كل جمال في دنياه إلى صورتك لا يقوم إلا بها، ولا يغمض عينيه إلا عليها؟ أيقول لها: إن قلبه لا يفتر عن الوجيب كلما خطرت أمامه خارجة من القصر أو عائده إليه؟ أيقول لها إنها سافرت إلى الريف أياماً قضاها البائس بين سعير وجده ولهيب حبه؟ أيقول لها إن المدينة كلها تتندر بغرامه وشغفه؟

وقال الخادم أخيراً:

- سليه يا مولاتي فهو أقدر مني على الجواب الصحيح

<<  <  ج:
ص:  >  >>