في المقال رقم ٤٢ من مؤلف الأستاذ محمد سعيد العريان في (مصطفى صادق الرافعي) أن (زكي باشا (شيخ العروبة) كان على نية إعداد معجم لغوي كبير قبيل وفاته، وكان للرافعي في إنشاء هذا المعجم أثر ذو بال، وفيه فصول كتبها الرافعي بتمامها وأعدها للإمضاء)
والذي أعرفه حق المعرفة، للصلة التي كانت بيني وبين احمد زكي رحمه الله، أن ذلك المعجم كان مجموعة من الجزازات على الطريقة الإفرنجية، وهي الطريقة التي حذقها احمد زكي دون غيره من أهل اللغة عندنا فيما أعلم. وقد اتفق لي غير مرة أن أنظر في هذه الجزازات فكانت من خط أحمد زكي أو من خط كاتبه الخاص. هذا وقد وقع لي أن أطلع على مسودات القليل المدون من هذا المعجم، فإذا الخط خط احمد زكي. ذلك ما اعرفه وربما غابت عني أشياء، أو ربما كان احمد زكي يستشير الرافعي كما كان يستشير غيره من المشتغلين باللغة، وليس في ذلك مغمز.
أما حديث المقالات التي كان يكتبها الرافعي يمدح فيها نفسه ثم يستدرج احمد زكي إلى توقيعها فمن الغريب أن يعدها الأستاذ العريان مما انتحله احمد زكي وهو تأليف الرافعي.
والحقيقة أن هذه المقالات مما أراد الرافعي، لسبب في نفسه، أن ينسبه إلى احمد زكي.
ب. ف
الأستاذ محمد محمود باشا
قال صاحب المقام الرفيع الأستاذ محمد محمود باشا رئيس الوزراء في خطبته الغراء في الإسكندرية:(نحن الآن نجتاز (أوقاتٍ) ملأى بالأحداث والعبر). وصاحب المقامات المشهورة أبو محمد الحريري في (ملحمة الأعراب) يقول:
وكل ما كثر في الجموع ... كالأسْد والأبيات والربوع
فهْو نظير الفرد في الأعراب ... فاسمع مقالي، واتبع صوابي
وقال الناظم في الشرح: (وفي جمع التكسير ما يوجد في آخره ألف وتاء فيتوهم المبتدئ أنه من قبيل جمع المؤنث السالم الذي لا تفتح تاؤه في النصب، وذلك مثل أبيات وأقوات