ألا تستطيع يا أخي أن تكتب دون أن تغمز أو تلمز؟ أكلما كتبت شيئاً فأنت تفهمه أسوأ الفهم، وتؤوله أفسد التأويل؟ بعض هذا العجب وبعض تلك الكبرياء يا نابغة الزمان! وماذا تعنى بقولك إن بعض من ذكرت من الشعراء هم شعراء الوظيفة؟ أخشى أن أكون قد أضعفت جبهة شعراء الشباب بذكرك، وأن أكون بذلك قد مهدت لانتصار أستاذنا الجليل على أمثالك. . . ثم هل هذا هو الذي يجب أن نهتم له؟ ألا تعرف من هو أستاذنا الجليل! إنه رجل يستطيع أن يقضي على الجهود التي بذلتموها يا معشر الشعراء الشباب في سبيل تجديد الشعر العربي. . . وهاهو ذا قد أخذ يأتيكم من نواحيكم الضعيفة التي تجلت إحداها في كلمتك المتهافتة. . . عنك هذا الغرور إذن. . . وأقنع الأستاذ بنماذج من شعرك أو شعر غيرك لنكون إيجابيين في ردودنا. . . ولأكن قد أسأت التمثيل، وهذا ما لا يدور في خلدي أنني وقعت فيه، فلماذا لم تتول أنت الرد؟ أو لماذا لم تشترك فيه؟ لقد كان في وسعي أن أقول إن ميدان الشعر لم يقفر بعد البارودي وشوقي وحافظ، لأنه لا يزال يزخر بمطران والجارم والعقاد وشكري ومحرم، وقد يكونون خيراً ممن توفوا إلى رحمة الله. . . ولكني أثرت التباهي بكم لأن المستقبل لكم، فكيف نصل عن اللباب وتأبه بالسفساف؟ تفضل أنت فكن رائد الجيل واملأ شدقيك بما شئت؛ فإذا أصبت شيئاً من التوفيق فلن يكون أحب إلى من أن أصفق لك
دريني خشبة
إلى الناقد الأستاذ دريني خشبة
أحسست يا صديقي، من الكلمة التي نشرتها في عدد (٥٦١) من الرسالة، وعنوانها شعراء الشباب والأستاذ الجليل (ا. ع) أنه لا يطيب لك سماع رأي يخالف رأيك، سواء أكانت المخالفة كلية أو جزئية، بدليل تسميتك الكلمة البريئة التي وجهها الأستاذ (ا. ع) إلى الشعراء الشباب (حملة تأديبية)
الحق أولى، يا صديقي، أن يقال، أنه صار من اللازم اللازب أن تجرد حملات نقدية على