الناقدين الذين يأخذون بناصر العجزة المهازيل من النظامين
فإنك تعرف يا صديقي، أن الشعر روح، وأن الحياة الشعرية التي لا تفيض بالنعمة، ولا تشيع السرور بالنفوس والفرحة بالوجود ليست بحياة. هل شعرت بشيء من ذلك حين قرأت ما نظم أكثر من ذكرت من أصدقائك شعراء الشباب؟ ليس بين معظم الشعراء الذين ذكرت من يطير بجناحين، بل فيهم من يمشي ويتسكع ولكن أكثرهم يزحف
لا فارق، يا صديقي، بين ما قلته عن شعراء الشباب أنهم (أثمن قلادة يتحلى بها جيد مصر الحديثة، والشعر المصري الحديث، وبين ما كان يقوله كتاب مقدمات الكتب قبل عشرين أو عشرة سنين
وفي ختام، أحيي باحترام الأستاذ الجليل (ا. ع) الذي أثار هذه المسألة وأطالبه المزيد، لا حباً في النقد لذاته، بل حرصاً على نقاء تاريخ أدب هذا الجيل.
حبيب الزحلاوي
شعراء الشباب
أشكر الأستاذ دريني خشبة ويشكره معي شعراء الشباب - والمتواضعون منهم خاصة - على وقوفه دونهم في كل مسألة تثار أو قضية تقام
وأقل ما يملكه شعراء الشباب له اعترافاً بالجميل وحفاظاً على الصنيع - أن يتفقوا جميعاً على الثناء عليه في مجلة (الرسالة) التي نعرف من صاحبها ومن كاتبيها الجليلين (ا. ع)، (ن) حسن النية، وشرف الأمنية للشعر العربي الحديث
ومهما يكن بين الأستاذ خشبة وبين الأستاذ الجليل (ا. ع) من خلاف فنحن الشعراء نعد من الخير لقضية الشعر المعاصر أن يكثر الناقدون له، المتبرمون به، المتكلمون فيه، حتى يمضى إلى الغاية التي يرجوها له كل غيور عليه
وأنا سعيد كل السعادة لأن الأستاذ دريني سلكني مع طائفة من الشعراء أرجو أن أسمو إلى نباهة شأنهم، على الرغم من أنه نبه شأني بذكرى في عدادهم. وهي طائفة اختص الله كل واحد منها بمزية لم تتح لغيره: - ما بين إشراق فكرة، وسريان فرحة، وحلاوة تعبير، وأصالة طبع، ورقة عاطفة، وحسن تصوير، وغزارة شعور، وصدق إحساس، وتسجيل