يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
أبرزت السياسة مواهب ابن الأحراج وأثارت ما استكن في نفسه من معاني الإنسانية الصادقة؛ وأخذت الأيام تعده ليؤدي للبشرية رسالة. . . والعبقري مهما تناول من عمل فهو إنما يفرغ عليه من نفسه فيلبسه من المعاني مالا يستطيعه أو يحلم به الرجل العادي؛ ولقد يكون العمل في ذاته متواضعاً فما هو إلا أن يمر به قبس من روحه حتى يصبح وقد استعظم واستعلى وخرج بذلك عن ذاتيته
أخذ الطوال التسعة يعملون عملهم مع أقرانهم في المجلس، وكانت تشغلهم يومئذ مسائل كثير، فالبلاد تواقة إلى الإصلاح المحلي في شتى ضروبه، ومسألة العبيد يتزايد خطرها يوماً بعد يوم. . ولكن ابراهام حيال مسألة عارضة، تلك هي الدعوة إلى نقل مقر المجلس إلى مدينة أخرى يراها أحسن موقعاً وأوسع مجالا من فنداليا؛ وهو في ذلك يعبر عن رأي الكثيرين من ناخبيه، ومازال بالمجلس حتى ظفر بعد جهد - هو ومظاهروه - بإقناعه، ومن ثم أصبح مقر مجلس المقاطعة في سبرنجفيلد. . .
دخل إبراهام سبرنجفيلد على جواد هزيل استأجره، يحمل كل ما يملك من متاع الدنيا في عدل صغير، وفي جيبه مبلغ لا يقل عن سبعة دولارات! وكاهله مازال مثقلا بما سماه الدين الأهلي. . دخل المدينة الجديدة لا يدري أين يتخذ مأواه، أو على الأقل أين يلقي رحاله لساعته. وسيظل في هذه المدينة حتى يخرج منها إلى واشنجطون العظيمة ليأخذ مقعده في البيت الأبيض!