للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في المسرح المصري]

الفرقة القومية المصرية

وسياسة إعداد المخرجين

لناقد الرسالة الفني

تحدثنا في العدد الماضي عن بعثات التمثيل إلى أوربا وانتخاب اللجنة لأربعة من الأعضاء؛ اثنين من الممثلين واثنين من غيرهم. ونزيد اليوم إن أسماء هؤلاء الأعضاء قد أذيعت، وقد استولت الدهشة على كل المتصلين بالمسرح والذين يعنون بشؤونه، لأن اللجنة ترسل واحداً إلى إنجلترا لدراسة المناظر المسرحية وتصميمها، وبقية الأعضاء إلى ألمانيا وفرنسا لدراسة فن الإخراج والتمثيل ولم ترسل أحداً إلى إنجلترا في حين أنها في مستهل الموسم أذاعت على الممثلين إنها ترى أن ينهجوا على الطريقة الإنجليزية في أداء الأدوار لأنها أجدى على الفن؛ وهذا اعتراف صريح بما للمسرح الإنجليزي من مكانة تفوق مكانة المسارح الأخرى.

والثقافة الإنجليزية هي الثقافة الغالبة والسائدة الآن ولا سيما بين الشبان منذ أصبحت الإنجليزية اللغة الأوربية الأولى في المدارس المصرية. والأدب المسرحي الإنجليزي لا يقوم على العواطف والحب والصلات غير الشريفة كالأدب المسرحي الفرنسي، بل هو يعالج الشؤون الاجتماعية والدراسات النفسية والآراء الإصلاحية، ولذلك يحتاج إلى وسائل خاصة في إخراج رواياته.

ولست في حاجة إلى القول بان المسرح الإنجليزي يقوم على البساطة في وسائله وطرق إخراجه، فقد رأينا فيما تعرضه الفرق الإنجليزية على مسرح الأوبرا الملكية بالقاهرة شواهد عدة وهو في هذا عكس المسرح الفرنسي الذي يقوم على الصناعة والمغالاة والتعقيد في الإخراج. هذا إلى إن الإضاءة المسرحية في إنجلترا قد تقدمت حتى بزت جميع المسارح الأوربية. فإزاء هذا نرى من واجب اللجنة أن تبعث بأحد الممثلين الذين يجيدون الإنجليزية إلى لندن ليدرس الفن هناك.

وإنما طالبت بأن يكون المبعوث ممثلاً لا متعلماً أياً كان لإن الممثل أقدر من غير على تفهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>