وسائل الإخراج والقيام بهذه المهمة فيما بعد، فان من الصعب على غير الممثل وهو يخرج رواية أن يرشد الممثلين إلى أداء الأدوار أداء صحيحاً أو رد أي ممثل إلى حدوده الشخصية إذا ما خرج أو شذ عنها.
ولقد أزددنا دهشة حين لم نجد اسم الممثل الأستاذ أحمد علام بين أعضاء البعثة، ففي تخطي اللجنة له إلى غيره من الممثلين وغير الممثلين قسوة وإنكار لجهوده الطويلة ومواهبه العظيمة؛ فأعضاء اللجنة المحترمون أكثر من غيرهم معرفة بمكانته الدبية وثقافته الإنجليزية واطلاعه الواسع على فنون المسرح، ومكتبته عامرة بكتب الفن الإنجليزية التي ازدحمت هوامشها بالملاحظات الجديرة بالتقدير، كما تعلم إن وزارة المعارف قد عهدت إليه بتدريس الفن المسرحي في مدارسها الأميرية، فقام بالمهمة خير قيام، وهو كممثل من أقدر الممثلين، فأدواره في رمسيس منذ عام ١٩٢٦ تشهد بنبوغه، فلا يستطيع إنسان أن ينكر أدواره في روايات: اللهب، والذئاب، والإغراء، وتوسكا، والشرف، وغرام الوحش؛ ولنجاحه المنقطع النظير في فرقة السيدة فاطمة رشدي في روايات: الحب المحرم، والبعث، ويوسف الصديق، ومجنون ليلى.
ولقد أرسلته وزارة المعارف عام ١٩٣١ في بعثة صيفية إلى إنجلترا، فمن الواجب أن تعاونه اللجنة على إتمام دراسته، ولا أظن إن هنالك مجالاً للاعتذار لأن بقائه تعزيزاً لقوة الفرقة القومية، فالواقع يؤيد أنها لا تنتفع به كما يجب فهو حتى اليوم لم يظهر على المسرح ولا ينتظر ظهوره حتى الرواية الرابعة، وعلى اللجنة ألا تنظر إلى المنفعة القريبة بل تنظر للمستقبل، وتعمل للبناء حتى يمكنها أن تجني ثمار جهودها الكبيرة.
هذه كلمة دفعنا إليها حبنا للمسرح نرجو أن يكون لها أثرها.