للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين الدعاية والجد]

القديس (تبريها)!!

قد يبدو غريبا أن نترجم لشخص لما يمض شهران على مولده، وأنه لغريب حقا، ولكن الذي دعانا إلى أن نكتب عنه وان نترجم له، هو أنه ولد ولم يلبث أن شب واكتهل وحصل على درجة القديسين، وغشى دور كثير من العظماء والأدباء والعلماء، وان لم يعرفه بعض أولئك الذين دخل عليهم دورهم

ولد القديس تبريها في شهر مارس سنة ١٩٣٥م. وولد في مصر وفي بيئة عظيمة جدا إلى أقصى حدود العظمة. وهنا نستمهل القارئ برهة وجيزة نخرج فيها إلى موضوع أخر عرض لنا. ثم نعود إلى قديسنا العظيم

قرأت كتاب الدكتور هيكل (حياة محمد) من عنوانه إلى إمضاء الدكتور في أخر صفحة منه، وكنت أجد من السرور لقراءته ما ينسيني نفسي وما يتعلق بها من شؤون الحياة

وكانت تأخذني في كثير من مواقفه تلك الروعة العظيمة التي سورها المؤلف عند وفاة الرسول إذ يقول: (أستعيد الساعة صورة هذا المشهد الرهيب، فأراني شاخصاً له مأخوذاً به ممتلئ القلب من جلال هيبته أكاد لا أجد إلى الانصراف عنه سبيلاً)

فرغت من قراءة الكتاب وفي نفسي من الآثار لكثير من حوادثه ما في نفس الدكتور هيكل لوفاة الرسول

طفقت أقلب الصفحات الأخيرة من الكتاب عن غير قصد حتى وصلت من فهرس الأعلام إلى حرف التاء في صفحة ٥١٢ فوقف نظري عند أسم القديس (تبريها) فجعلت أستعيد في ذاكرتي ما قرأت فوجدتني لا اذكر هذا الاسم، ولا لأي شيء ورد ذكره، فأسفت على أن لم أع مما قرأت شيئاً

ثم رأيت أمام اسم القديس في الفهرس أن أسمه ورد في صفحة ٤٣ من الكتاب، فرجعت إليها لأعرف ذلك الذي شرد عن ذهني، فإذا بي أجد في تلك الصفحة هذه العبارة:

(وإن الذين زاروا كنيسة القديس بطرس في رومية ورأوا قدم تمثال القديس تبريها قبلات عبادة المؤمنين، حتى لتضطر الكنيسة إلى تغييرها كلما انبرت ليعذرون أولئك الذين. . . . الخ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>