للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الأدب الغربي]

الشعر

محاضرة للشاعر الكبير (بول فاليري). عضو المجمع

الفرنسي

مترجمة بقلم الأديب عبد الرحمن صدقي

(منذ أسابيع عرض الدكتور طه حسين على صفحات هذه المجلة لرأي (فاليري) في الشعر، ومنذ أسبوع حاضر فيه جمهرة حاشدة من سامعيه، ونحن ننتهز هذه المناسبة لترجمة محاضرة للشاعر الفرنسي عن الموضوع بعينه إتماما للفائدة. ولما كان موضوع البحث دقيقا فقد حرصنا على دقة الأصل، ولم نستحل لأنفسنا - بحجة التوضيح والتبيين - تحريف الكلم أو الإضافة إليه أو الاقتضاب منه. ويعذر القراء إذا نحن أوصيناهم أيضا بالتدقيق في مطالعته واكتناه مراميه.) المترجم.

جئنا اليوم نحدثكم عن الشعر فهو موضوع العصر. وعجيب أن عصراً يجمع بين العمل واللهو المسرف معا - وقد يعد بعيداً عن سبحات التفكير والتأمل النظري عامة - يهتم هذا الاهتمام كله بالشعر، ولا يقف عند الشعر ذاته، بل يتعدى اهتمامه أيضا الى نظرية الشعر.

إذن: أستبيح لنفسي اليوم أن أسبح قليلا في النظر التجريدي، وعذري أني بهذه السبيل أستطيع الإيجاز في القول.

وأنا مقترح عليكم فكرة عن الشعر، ونيتي مجمعة على ألا أذكر غير ما كان من قبيل المقررات البحتة، وما كان في إمكان الناس أجمعين أن يلحظوه في أنفسهم أو بأنفسهم أو على الأقل يجدونه باستدلال هين ميسور.

وسأبدأ من البداية. والبداية (في هذا المعرض من الآراء في الشعر) هي بالضرورة تناول الاسم نفسه بالنظر. كما يجري على الألسنة في الكلام المعتاد.

كلمة الشعر

نعرف لهذه الكلمة مدلولين، أعني وظيفتين بينهما فرق بعيد، فهي تعني أولاً نمطاً من

<<  <  ج:
ص:  >  >>