نشرت إحدى المجلات السينمائية الإنكليزية بحثاً عن التطورات السينمائية التي ينتظر أن يمتاز بها العهد السينمائي الجديد فقالت إن (التلفزيون) هو أهمها وأقربها إلى أن يكون حقيقة واقعة في العام القادم. والتلفزيون جهاز لالتقاط إذاعات لاسلكية صوتية وبصرية في وقت معاً. ولا شك أن احتواء البرامج السينمائية عليه هو خطوة كبيرة في سبيل إبلاغ السينما إلى المستوى (العلمي) المنشود. ولكن هل التلفزيون من الوجهة (الفنية) يعتبر تحسيناً للسينما؟ وهل يعده الجمهور ميزة فيزداد إقبالاً على الدور التي تحوي برامجها شيئاً منه! يقول الفنيون إن التلفزيون لا يمكن أن يعد تحسيناً، لأنه سيقتصر على بضعة مجموعات من الإذاعات المنقولة - صوتاً ونظراً - لتحل محل (الجريدة السينمائية) والطبعات الأخيرة من الجرائد السينمائية الناطقة، ليست في الواقع إلا إذاعات ناطقة مصورة، وفيها نرى (المشاهد) على الشاشة أهم الحوادث العالمية الجارية كما نسمع أشهر الخطب و (الإستهلالات الموسيقية) التي تصنع من أجل التمهيد لهذه الخطب وخلافها؟!
فإذا كان ما قرأناه صحيحاً، وهو أن البرامج اللاسلكية المصورة سوف تقتصر إذاعتها على دور السينما الكبيرة ولن يكون في مقدور من لديه جهاز للتلفزيون أن يتلقاها على الشاشة المنزلية فلماذا يعد احتواء البرامج السينمائية على بضعة إذاعات لاسلكية مصورة تطوراً جديداً في صناعة السينما، بعد ما ثبت أنه لا جديد فيه وأن محطة أو محطات معينة هي التي سوف تقدم لدور السينما فصوله اللاسلكية المصورة، سواء أكانت مصنوعة أو مأخوذة من الطبيعة مباشرة؟!
إن التلفزيون على النحو السابق إنما يعد تقدماً أو تحسيناً في (طرق العرض السينمائي) لا في (صناعة السينما) ذاتها. .!
في السينما المحلية
يكاد النقاد السينمائيون في مصر أن يتفقوا على أن شركاتنا السينمائية قد استطاعت أن تخطو بالفلم المحلي الخطوات الابتدائية التي جرت العادة بأن تكون متعبة يبذل فيها من الجهود أضعاف ما يبذل في الخطوات التي تليها