للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أعلام الأدب]

هوميروس

للأستاذ دريني خشبة

(إلى أستاذي الجليل أحمد حسن الزيات أهدي هذه الفصول)

ألم ينظر هوميروس غير الإلياذة والأوديسة؟

لقد ذكر كالينوس الشاعر اليوناني القديم (٦٦٠ ق. م) منظومة لهوميروس تدعى لما يعثر عليها إلى عصرنا هذا. ويظن بعض المؤرخين أنها لا تعدو أن تكون الإلياذة في صورة أفخم نظمها للإنشاد في طيبة اليونانية ولذلك أطلق عليها هذا الاسم

وعثروا على آثار للشاعر سيمونيدز (أمورجوس) الذي كان يعيش في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وردت فيها مقتطفات من هوميروس يُظن أنها من الإلياذة - منها ذلك البيت المشهور: (وكما تَسَّاقط الأوراق (في الخريف) فكذلك تَسَّاقط أرواح البشر)

وبعد ذلك بقرن كامل (٥٥٦ - ٤٦٨) رَوى شاعر آخر يدعى: سيمونيدز (من كيوس) بالتواتر عن هوميروس شعراً من ملحمة مفقودة لا تمت بصلة لا إلى الإلياذة ولا إلى الأوديسة

أما بندار (٥٢٢ - ٤٤٨ ق. م)، وهو زعيم الشعر الغنائي في اليونان القديمة، فقد كان مشغوفاً بهوميروس وإن لم يمنعه شغفه به من مآخذ أخذها عليه فيما يتعلق بأوديسيوس. . . وقد ذكر لهوميروس ملحمتين طويلتين عن أخيل ما تزالان وا أسفاه مفقودتين إلى اليوم. . . وإذا كانت الأوديسة قد بلغت هذه الغاية من الإبداع في سمو القصص وكثرة الوقائع وهي لبعض أبطال الإلياذة، فما بال هوميروس في ملحمتيه في أخيل وهو بطل أبطال الإلياذة جميعاً؟! أية ثروة أدبية من شعر البطولة قد فقدها العالم!! لقد كان يندار يعجب بهاتين الملحمتين (الإلياذة الصغيرة والأثيوبيون) إعجاباً فائقاً جعله يشدو بهما كما يشدو عصفور الكناريا باللحن الموجع. . .

أما إسخيلوس فقد كان يقول عن مآسيه التي نيفت على الثمانين ولم يصلنا منها ويا للأسف إلا سبع: (إنهن فتات من موائد هوميروس الحافلة!!) والثابت أنه استخدم أبطال الملاحم

<<  <  ج:
ص:  >  >>