للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

كتاب عن التاريخ الحبشي

وهذا أيضاً كتاب جديد عن الحبشة. والحبشة ومسائلها ومصايرها تثير اليوم أعظم الاهتمام والعطف. وقد صدرت عن الحبشة في الآونة الأخيرة كتب ومؤلفات عديدة أشرنا إلى بعضها في هذا المكان من (الرسالة). واليوم نشير إلى مؤلف قيم جديد هو تاريخ الحبشة بقلم الأستاذ جونس والسيدة مونرو وهو عرض قيم جداً لتاريخ الحبشة منذ أقدم العصور إلى الآونة الحاضرة؛ ويمهد المؤلفان بوصف شائق للحبشة وشعوبها وأصولها؛ ويتلو ذلك الحديث عن عصر الأساطير في التاريخ الحبشي، وهو حديث يدعمه التدليل التاريخي؛ (كان ملوك الحبشة حتى القرن الرابع من الميلاد وثنيين، يرجعون أصلهم إلى (مهرم) وهو إله الحرب. أما أسطورة ملكة سبأ فقد نشأت بعد القرن السادس؛ ومن المرجح أنها نشأت في العصور المظلمة التي تلت قيام الإسلام في جزيرة العرب. وحرمت الحبشة من الاتصال بالعالم النصراني)

وقد اعتنقت الحبشة النصرانية في القرن الرابع؛ وكان ملوك الحبشة يومئذ يعيشون في بذخ همجي، وما زالت مسلات اكسوم تدل على ذلك العصر. وفي (عصر الحبشة المظلم) وهو الذي يعرضه القسم الثاني من الكتاب، احتل العرب والمسلمون شواطئ البحر الأحمر وسحقوا حركة القرصان الأحباش، وقطعوا الحبشة عن العالم الخارجي، وفي ذلك العصر ازدهرت أسرة (زاجوي) واستمرت في الملك حتى سنة ١٢٧٠م، ثم عادت الأسرة السليمانية التي تزعم أنها سليلة ملكة سبأ وسليمان. وبدأ تاريخ الحبشة الحديث؛ وكان للحبشة ديوان تحقيق (محكمة تفتيش) تطارد الملاحدة ورئيسها زرعة ابن يعقوب

ويتناول القسم الثالث من الكتاب أسطورة (القس جون) وسفارة البرتغال، ووصف السفير البرتغالي الفاريز للحبشة يومئذ (سنة ١٥٢٠) وهو أدق وأقيم وصف لحالة الحبشة في أوج مجدها وحضارتها قبل أن تنحدر إلى عصر من الضعف والفوضى. وكان ملك الحبشة يعيش يومئذ في معسكر متنقل وليس له عاصمة ثابتة؛ وقد انتهت هذه السفارة الشهيرة بتنازل الإمبراطور عن مصوع للبرتغال نظير توريد السلاح وإرسال الأطباء؛ ولكن النتائج المرغوبة لم تتحقق لأن الترك عبروا البحر الأحمر يومئذ، وغزوا الحبشة؛ ولكنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>