للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غزو لم يطل أمده؛ ووقعت الحبشة في عصر من الفوضى

ويتناول القسم الرابع عصر (العزلة والفوضى) ثم يتناول القسم الخامس تاريخ الحبشة الحديث، ونزاع الأسر على العرش وظهور طلائع الاستعمار الأوربي، وحملة السير نابيير وانتحار الإمبراطور تيودور؛ ويتناول القسم السادس والأخير مسألة النزاع الإيطالي الحبشي في سنة ١٩٣٥، وتطوراتها المختلفة حتى أغسطس الماضي

وقد كتب الكتاب بأسلوب سلس قوي يحفز القارئ؛ والكتاب قيم مدعم بالوثائق التاريخية، ويعتبر من أنفس ما كتب عن الحبشة في الآونة الأخيرة.

كتب بالمزاد!

أذيع أخيراً في القاهرة نبأ بيع مكتبة فخمة لأحد الكبراء، تحتوي على طائفة كبيرة من المجموعات والكتب القيمة، والمطبوعات النادرة، وكان البيع بالمزاد طبعاً، فهرع إلى مكانه حشد من العلماء وهواة الكتب والآثار النادرة، وبيعت في اليوم الأول طائفة حسنة من الكتب والمجموعات، ولكن لوحظ أنها بيعت بالأخص لجماعة من الهواة الذين يأسرهم جمال الطبع والرونق قبل أن تغريهم البواعث العلمية؛ ورأى الحاضرون من العلماء والخبراء الذين يعرفون قيمة الكتب ويحسنون تقدير أثمانها أنهم لا يستطيعون الشراء في هذا الجو المشبع بتنافس الهواة، فلم يشتروا سوى القليل. ذلك أن قليلاً جداً من الكتب المعروضة بيع بثمن المثل أو أقل قليلاً، ولكن معظمها رسا بأثمان فاحشة كانت تصل أحياناً إلى أضعاف القيمة الحقيقية؛ وكانت ثمة عوامل وأصوات مريبة تتدخل في المزايدة في ظروف ووقفات خاصة، فترفع الأثمان بنسب مدهشة حتى يتقدم أحد الفرائس من الهواة فيلقى عليه العبء المنشود

وبعد أيام قلائل كان بيع القسم الثاني من هذه المكتبة الشهيرة؛ فكان أول ما لوحظ أن معظم الذين حضروا في الدفعة الأولى لم يحضروا هذه المرة. ألم تتضح لهم الحقيقة بعد أن غادروا قاعة المزاد، وتساءلوا عن القيم الحقيقية للكتب التي اشتروها في هذا الجو المكهرب؟ وكان قد عُرف خلال ذلك أن المكتبة المعروضة ليست لكبير ولا وزير وإنما هي ملك لأحد تجار الكتب المعروفين الذين أزعجتهم الأزمة، فعمد إلى تصريف كتبه بهذه الوسيلة، وفي هذه الجلسة أيضاً ازدادت العوامل المريبة والمصطنعة ظهوراً، وتصاعدت

<<  <  ج:
ص:  >  >>