أثمان الكتب المعروضة إلى نسب فاحشة حتى أن كثيراً منها كان يباع بأضعاف ثمنه جديداً، وزاد يقين العارفين بأنهم يجلسون في شرك منصوب؛ ولكن حدث كما حدث في الجلسة الأولى أن توالى سقوط الهواة في هذا الشرك
ولقد كان درساً لمن حدثته نفسه بالظفر بنصيبه من هذا الكنز بالوسائل والأثمان المشروعة؛ وكانت خيبة أمل، ولكن الحقيقة ظهرت ناصعة، وهي أن شراء الكتب بالمزايدة وسيلة لا تصلح للعلماء، وأن المزايدة (ولاسيما في مصر) ليست دائماً وسيلة شريفة للتعامل. فحذار أن تشتروا الكتب بالمزايدات!
وفاة مؤلف موسيقي شهير
من أنباء النمسا أن المؤلف الموسيقي الشهير ماكس فون أوبرليتنر قد توفي في الثامنة والستين من عمره، فاختفى بوفاته أحد أساطين المدرسة الموسيقية القديمة، التي ازدهرت في أواخر أيام الإمبراطورية، وما زالت آثارها تخلب ألباب الشعب النمسوي. وقد تفرغ ماكس فون أوبرليتنر منذ شبابه للتأليف للأوبرا، وأحرز في هذا الميدان نجاحاً باهراً؛ وبزغ مجده في سنة ١٩١٢ حيث لحنت قطعته الشهير (افروديتي) وعزفت في الأوبرا الإمبراطورية بفينا، وغنتها يومئذ فنانة موهوبة كانت في مستهل حياتها الفنية وهي ماريا يرتزا التي تتبوأ اليوم مقاماً فنياً سامياً في نيويورك وتعتبر أشهر مغنية في أمريكا. وفي سنة ١٩١٦ عزفت قطعته (المسيح الحديدي) في (الأوبرا الشعبية)، فأحرزت نجاحاً باهراً، ثم عزفت بعد ذلك في عدة مسارح شهيرة نمسوية وألمانية، وانتهت إلى دار الأوبرا؛ ووضع فون أوبرليتنر بعد ذلك عدة مقطوعات وأوبرات كانت دائماً موضع التقدير والإعجاب
مدينة دولية للفنانين والكتاب
تألفت منذ حين في باريس جمعية اسمها (جمعية المدينة الدولية للفنون والتفكير) برئاسة مسيو جبراييل بواسي الكاتب الشهير ورئيس تحرير مجلة (كوميديا) الكبرى؛ وقد صرح رئيس هذه الجمعية أخيراً بأن الغرض من تأسيس هذه الجمعية هو السعي في إنشاء (مدينة دولية) بالقرب من محطة مونبارناس، يخصص سكناها للعلماء والفنانين من جميع البلدان،