كتب الأديب (خالد عبد المنعم) في عدد ماضٍ من الرسالة كلمة طيبة عن كتابي (عبقرية عمر) ختمها بقوله:
(على أننا في قراءتنا لعبقرية عمر بالصفحة ٣١٩ استوقف نظرنا قول المؤلف في صدد النزاع الذي نجم عن الخلاف عقب موت الرسالة ما نصه:
(. . . فالأنصار يقولون إنهم أحق بالخلافة من المهاجرين لأنهم كثرة والمهاجرون قلة، ولأنهم في ديارهم والمهاجرون طارئون عليهم، ولأنهم جميعاً من قريش ولهم فضل التأييد والإيواء)
(والعبارة على هذه الصورة توهم أن الأنصار من قريش وهم بالطبع ليسوا كذلك)
وقد أصاب الأديب في قوله إن العبارة توهم أن الأنصار من قريش، وليسوا منها
ولكن المسألة - كما هو ظاهر - مسألة سهولا أكثر ولا أقل، إذ لا يطلع أحد على ما جرى في سقيفة بني ساعدة ثم يفوته أن الأنصار كانوا ينازعون قريشاً الخلافة، وأن قريشاً قبيلة والأنصار قبائل أخرى، وقد كان المتكلمون في السقيفة يجرون كلامهم على حق قريش في الخلافة وهل هم الأمراء دون غيرهم أو يجوز لغيرهم أن يشاركهم فيها. فتكلم في ذلك أبو بكر وعمر وتكلم فيه كل متكلم من الأنصار، من نقل عن زعيمهم ومن استقل يومئذ بالمقال
فليس بجائز أن يطلع أحد على كلام عمر يومئذ أو كلام أبي بكر أو كلام من خالفوهما ثم يفوته أن الأنصار من غير قريش وأنهم كانوا يقفون منها موقف المنازع الذي يطلب الاستبداد بالأمر دونها أو لا يقنع بما دون مشاركتها في الإمارة
وليس بجائز أن يعرف أحد ما هي مكة وما هي المدينة ومن هم الذين هاجروا ومن هم الذين نصروا ثم يفوته أن يفرق بين قريش وبين الأوس والخزرج ومن عاش معهم من أهل المدينة
فالسهو هنا - بالطبع - كما قال الأديب المستدرك، لأن الأنصار - بالطبع - لم يكونوا قرشيين
والذي يخطر ببالي الآن أنني أردت أن أكتب (من المسلمين) فسبق القلم بكتابة قريش لغلبة