للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرها والخلاف عليها في الذهن وقيام الخلاف حولها في ذلك اليوم، وهو سهو يقع فيه القلم كما يقع فيه اللسان

فللأديب الشكر على تنبيهه، فإن ما توهم العبارة التي نقلها يحتاج إلى تصحيح وإن بدرت صحتها إلى البداهة بغير عناء

ذلك استدراك على كتاب

وهناك استدراك آخر على كتاب آخر، أو على كلمة في مقدمة ذلك الكتاب، وهو (أعاصير مغرب) ديوان شعري الجديد

والكلمة المستدرك عليها هي قولي في مقدمة الأعاصير: (يصح على هذا أن يكون الشباب عهد ابتداء العاطفة وافتتاحها على صورتها الأولى، أو هو العهد الذي تفاجأ فيه البنية بشعور جديد لم تكن لها خبرة من قبل، فيشاهد عليها ما يشاهد على كل بنية تفاجئها حالة طارئة. فإن المفاجأة إذا عرضت لإنسان بدا لك في حالة كحالة الشاب في أول عشقه: وجه ساهم، وفم مغفور، وطرف ذاهل، ولسان معقود، ونفس مطرود. . . وهذه هي الحالة التي يخيل إلى من يراها أنها العشق دون غيره.

مع أنها أحرى أن تدل على أن العشق مفاجأة لم تعهدها البنية ولم تألفها النفس، فلم تزل بها حاجة إلى التثبت منها والرياضة عليها. ثم تأتي هذه الرياضة شيئاً فشيئاً مع تعاقب الأيام وتعاقب ألوان الشعور. . .)

يقول الأديب المستدرك (حسن رياض) إنني قلت غريباً لم يسمع به من قبل، وهو أن الحب والغزل مستغربان في الشباب ولكنهما لا يستغربان فيما بعد الشباب في سن الشيخوخة. . . إلى آخر ما قال

وأنا أشهد الله والقراء أنني لم أقل ذلك، ولم أقل ما يوهم ذلك، ولو من بعيد

فإن القول بأن الحب مفاجأة في سن الشباب شيء، والقول بأنه غريب في تلك السن شيء آخر

لأن المفاجأة قد تتكرر ملايين المرات فلا تكون غريبة بعد هذا التكرار، وإن سميت مفاجأة في كل مرة من هذه المرات

فهذا الشاب تفاجئه العاطفة الغرامية في مطلع شبابه بعارض جديد في حياته، فهي مفاجأة لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>