كتاب (تقويم النديم، وعقبى النعيم المقيم)، وبهذا الاسم ورد ذكره في كشف الظنون وفي غيره من فهارس الكتب، كتاب غير غريب عن المؤتمر، فقد ورد ذكره في معرض البحث عن المصطلحات الحرفية، في مؤتمر السنة الماضية، وهو البحث الذي عالجه الأستاذ ماسينيون في محاضرة لطيفة أشار فيها إلى عناية بعض علماء الشرق بوضع معجم في ألفاظ الحرف والصناعات، وكانت لي كلمة في التعقيب على المحاضرة قلت فيها إن أول من طريق هذا الباب أديب مصري من أعلام القرن السابع ومن وزراء الدولة الأيوبية في عصر الكامل بن الملك الصالح أيوب، وهو الأمير فخر الدين يوسف بن حمويه الجوبني، في كتاب له سماء (تقويم النديم وعقبى النعيم المقيم) ضمنه جملة صالحة من المصطلحات الحرفية الشائعة في عصره. وما من شك أن الشربيني في كتاب هز الفحوف، والشيخ قاسم الدمشقي في معجمه نسجا على منوال فخر الدين بن حمويه، فهو أقدم أديب عالج هذا الموضوع على كل حال. وقد قلت فيما قلت في تلك الجلسة إني لعلي استعداد لإهداء نسختي التي ظفرت بها من الكتاب إلى مكتبة المجمع أو إلى وزارة المعارف المصرية لأن مصر بهذا الكتاب أولى من العراق. هذا ولما قفلت إلى لدى بعد انفضاض المؤتمر الماضي بعثت بالنسخة المذكورة فوراً إلى الوزارة المشار إليها ضمن كتاب أرسلت نسخة منه إلى كتب المراقب الإداري في هذا المجمع، فوزارة المعارف هي التي تملك حق التصرف في الكتاب الآن.
إلى هذا الحين كنت وكان غير واحد من المعنيين بالبحث عن الأصول القديمة يرون أن نسختنا العراقية هي النسخة الوحيدة من هذا الكتاب، بيد أني ما زلت منذ نزلت القاهرة في نتصف الشهر الماضي حتى الأيام الأخيرة، في سبيل التنقيب عن لأصول الكتاب في دور الكتب هنا وهناك، إلى أن ظفرت بنسختين جديدتين، توجد إحداهما في دار الكتب، والثانية