وهي أقد خطا وأدق ضبطاً في المكتبة الأزهرية، وإن كانت ناقصة قليلا ولعلها نسخت في عصر المؤلف، أو قريباً منه، فهي أصل يعتمد عليه، لأن كلا من النسختين العراقية، ونسخة دار الكتب سقيمة لا يوثق بكل ما جاء فيها، وفيهما ما فيهما من المسح والتحريف والتصحيف.
مؤلف الكتاب:
مؤلف كتاب تقويم النديم وعقبي النعيم المقيم، هو الأمير الصاحب فخر الدين يوسف بن صدر الدين محمد شيخ الشيوخ بن حمويه الجويني، من أعلام مصر في صدر القرن السابع، ووزير بني أيوب، ومقدم جيوشهم في عصر الملك الكامل. وآل حنويه بيت مشهور يمت إليه عدد من الأعلام. وحمل التاريخ والطبقات بين أواخر القرن السادس وصدر القرن السابع وممن ترجم لمنشئ هذا الكتاب السبكي في طبقاته وترجمته ضافت مستوفاة، وابن تغري بردى في النجوم الزاهرة وابن أبي شاء في الذيل على الروضتين. وجل المؤرخين المصريين والشاميين الذين عنوا بتاريخ الحروب التي دارت رحاها في مصر بين الأيوبيين والفرنسيين في منتصف القرن السابع وهي حروب طاحنة بعض وقائعها أسر ملك فرنسة، وفي واقعة منها سنة٤٧ قتل مؤلف هذا الكتاب.
قال لبن أبي شامة في حوادث السنة المذكورة ما نصه:(في قتل فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ وهو آخر أخوته موت) وفي حوادث السنة عينها من النجوم الزاهرة ما نصه: (تؤثر الصاحب فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أبي الحسن محمد حمويه الجوبني كان عاقلا جواداً ممدحا خليقا بالملك محبوبا إلى الناس ولما مات الملك الصالح نجم الدين أيوب على دمياط، ندب إلى الملك فامتنع ولو أجاب لما خالفوه، واستشهد على دمياط) وقال أيد (ومن الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، الأمير مقدم الجيوش فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ صدر الدين الجوبني في ذي القعدة شهيداً يوم وقعة المنصورة) وفي تاريخ أبي الفد وابن الوردي مثل هذا ذلك.
موضوع الكتاب:
موضوع الكتاب أدبي هو سلس طويلة من المنظوم والمنثور، ولك أم تقول أنه مقامة واحدة