يظهر أن الدعوة التي وجهت منذ حين على صفحات الرسالة إلى السلطات المختصة للعمل على إحياء عيد القاهرة الألفي بما يليق بهذه المناسبة التاريخية من الاهتمام والتكريم قد لقيت صدى ضعيفاً في بعض الدوائر، فقد نشرت الصحف أخيراً أن مجلس تنظيم القاهرة قد رأى لمناسبة حلول العيد الألفي للقاهرة المعزية أن يطلق اسم القائد جوهر الصقلي منشئ العاصمة الفاطمية (القاهرة) على قسم من شارع السكة الجديدة، وأن يطلق اسم الخليفة المعز لدين الله الذي أمر قائده جوهر بإنشاء المدينة، وإليه تنسب (القاهرة المعزية) على شارع المغربلين. ومجلس التنظيم يرى بذلك أن يكرم ذكرى الرجلين العظيمين اللذين يرجع إليهما قيام هذه العاصمة الألفية الجليلة. بيد أننا نلاحظ أن اختيار هذين الشارعين لإطلاق الاسمين عليهما ليس اختياراً موفقاً، بل هو ينم عن التقتير والضن؛ إذ بينما نرى أسماء تاريخية أقل أهمية ورنيناً وأقل جدارة واستحقاقاً تطلق على شوارع عظيمة من شوارع العاصمة، نرى مجلس التنظيم يكتفي بهذين الشارعين تكريماً لمنشئ القاهرة. وإذا كان مجلس التنظيم يريد بهذا الاختيار أن يحافظ على المناسبات التاريخية، فيحسن به أن يختار شارع الأزهر الجديد ليطلق عليه اسم القائد جوهر، فجوهر هو أيضاً مؤسس الجامع الأزهر، وفي وسعه أن يطلق اسم المعز على شارع الموسكي ثم امتداده من السكة الجديدة حتى الدراسة، أو على الشارع الممتد من باب الفتوح حتى السكة الجديدة، ثم امتداده حتى باب زويلة، فهذان الشارعان هما في الواقع قطر المدينة الفاطمية القديمة. أما إذا لم يكن للخطط التاريخية دخل في هذا التكريم، وإذا كان التكريم مقصوداً لذاته فليطلق اسمي جوهر والمعز إذن على شارعين من أعظم شوارع القاهرة، لا على شارعين من أحقر شوارعها
النيل في مصر لأميل لودفيج
ظهر أخيراً الجزء الثاني من كتاب النيل لأميل لودفيج وعنوانه (النيل في مصر) أما الجزء الأول وعنوانه (النيل من المنبع إلى مصر) فقد صدر منذ بضعة أشهر حسبما ذكرنا في هذا المكان من الرسالة، وهو يتناول وصف النهر العظيم من منابعه حتى حدود مصر