فخالق الناس أعراء بلا وبر ... كاسي البهائم أوباراً وأصوافا)
أو يقول:
(إن للحظ كيمياء إذا ما ... مسّ كلباً أحاله إنسانا
يفعل الله ما يشاء كما شا ... ء متى شاء كائنا مكانا)
أو أصغينا إلى (ابن الراوندي) ونستعيذ بلله من جرأته وتنطسه في إلحاده وكفره حين قال:
قسمت بين الورى حظوظهم ... قسمة سكران بّين الغلظ
لو قسم الرزق هكذا رجلا ... قلنا له: قد جننت فاتعظ)
إلى آخر ما يزخر به غلاة الساخطين الناقمين من أساليب تكاد لفرط عنفها تلتهب التهابا، وتكاد لغليانها تقذف بالحمم، وترمى بشواظ من نيران الفكر، ويكاد إهاب قائلها يتفطر من الغيظ والنقمة.