للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ترميم الجامعة العربية]

للأستاذ نيقولا الحداد

تقرر أن تجتمع اللجنة السياسية للجامعة العربية في ٢٠ أغسطس الحالي. وقد نشرت جريدة المصري مجموعة الاقتراحات التي تقدمت بها الحكومات العربية وستكون جدول أعمال اللجنة. وهي مستخلصة في ١٢ مادة. وبالاطلاع على هذه المواد رأيت أن المقصود من التعديلات المقترحة هو ترميم الجامعة كترميم منزل آيل إلى السقوط وتلافي سقوطه أو تأجيل سقوطه إلى أجل قصير، كالبت في موضوع الأمانة العامة وربما كان هذا أهم موضوع عند المرممين. ثم يليه في الأهمية الروابط الاقتصادية والثقافية والمواصلات. ثم مشروع الدينار العربي وبنك الجامعة إلى غير ذلك مما لا يمكن أن يتقرر ما دامت الجامعة متداعية إلى السقوط. ليس في هذه الاقتراحات والتعديلات المطلوبة ما يبني جامعة عربية بل ستبقى في تداعيها وتزعزعها بحيث يستحيل أن تتعدل هذه التعديلات والجامعة في هذا الوهن المتناهي والتقلقل المنذر بالهبوط العاجل.

فبل أن تفكروا يا قوم بالأمانة العامة والدينار والاقتصاديات الخ يجب أن تهدموا هذه الجامعة إلى الحضيض وتقذفوا بأنقاضها إلى البحر أو إلى الصحراء وثم تبنوها من جديد على أساس متين بمواد قوية وبنيان راسخ.

والمقترحات المقترحة آنفاً إنما هي مقترحة على هيئة سياسية إدارية غير موجودة ولا وجود إلا لظل لها - فظل جامعة أو جمعية لا يمكن أن ينشئ بنكاً ولا يقرر ضريبة ولا ينظم علائق اقتصادية الخ - لابد من وجود الجامعة أو الهيئة أولا، والجامعة غير موجودة. كانت خيالاً وقد أمحى الخيال حين طلعت شمس الحقيقة

شمس الحقيقة التي طلعت ومحت الظل هي انخذال ٣٠ مليون عربي أمام ٣ أرباع مليون صهيوني وقيام دولة إسرائيل أمام الدولة العربية المزعومة وتشرد مليون عربي أمام ٣ أرباع مليون يهودي وانصباغ فلسطين بالصبغة اليهودية أمام كلمة فلسطين عربية وستبقى عربية للعرب. ولم يبقى للعروبة إلا استجداء حقوق عرب فلسطين من أيدي اليهود. واليهود لا يتكرمون إلا بعودة مائة ألف من المليون عربي اللاجئين إلى فلسطين ممن ينتقيهم اليهود ليكونوا فعلة وخداماً عند اليهود وعبيداً وإماء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>