ويهتز توفيق الحكيم من الضحك وأهتز معه، ويمضي الوقت حافلاً بأسباب الأنس الأنيس والمتعة التي تغمر آفاق النفس والروح
ويستأذن المازني فأنهض لتوديعه قائلاً: أنا سعيد بلقائك!
ويشد المازني على يدي بكلتا يديه قائلاً لي: ويسعدني أن يتكرر هذا اللقاء!
ولكن اللقاء لا يتكرر، ثم تشاء الظروف أن يثيرني رحمه الله مرتين فأهاجمه مرتين: أهاجمه وأنا لا أعلم أنه شد الرحال ومضى في طريقه. . . إلى لقاء الله!
لقد كان المازني عالماً من خفة الظل وعذوبة الروح، وعالماً من سماحة الطبع ونقاء السريرة، وعالماً من كرم الخلق وندرة الوفاء، وكان المازني وكان. . . وأصبح كل شيء في عداد الذكريات!
هذه كلمة عابرة تحدد من نفسي ونفوس عارفيه؛ أما مكانه من تاريخ الأدب العربي المعاصر فله حديث غير الحديث، ومناسبة غير المناسبة. . .
وأهتف مع العقاد في غمرة حزنه ووهج أساه: سلام على إبراهيم، وسلام على الدنيا!!