للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

نقل تراث الأندلس من الاسكوريال

في الأنباء الأخيرة عن الحرب الأهلية الأسبانية أن حكومة مدريد قد نقلت على جناح السرعة جميع التحف الفنية والكتب الخطية من دير الاسكوريال إلى مدريد خوفاً عليها من التلف الذي تتعرض إليه من جراء الحرائق والقنابل، ونحن نعرف أن قوات الثوار تحدق الآن بمدريد وأنها على قيد مسافة قليلة من ضاحية الاسكوريال، وقد وقعت أخيراً حول الاسكوريال عدة معارك طاحنة. وفي تصرف حكومة مدريد ما يعدو إلى الثناء خصوصاً إذا علمنا أن بين هذه التحف الفنية التي نقلت إلى مدريد مجموعة الكتب الأندلسية التي كانت محفوظة بالاسكوريال؛ ويبلغ عدد هذه المخطوطات النفيسة التي هي آخر بقية من تراث الأندلس الفكري نحو ألف وتسعمائة مجلد؛ بيد أن نقلها إلى مدريد لا يبعد عنها كل الأخطار المحتملة، ذلك لأن مدريد أصبحت محصورة بالقوات الثائرة من كل ناحية، وقد لا تمضي أيام قلائل حتى تسقط في يد الثوار، وعندئذ يعلم الله وحده ما يصيب المدينة وكل ما فيها من ألوان التخريب، غير أن هنالك من جهة أخرى ما يحمل على الاعتقاد بأن حكومة مدريد تغنى بنقل جميع هذه التحف الفنية إلى مكان أمين بعيد عن العاصمة، وربما نقلت إلى برشلونة حصن الحكومة الديموقراطية وملاذها بعد مدريد، وهي أبعد ما يكون عن الخطر. فإذا صح ذلك كان باعثاً إلى نوع من الاطمئنان على هذا التراث النفيس الذي يزعجنا اليوم مصيره، والذي نوهت (الرسالة) غير مرة بما يتهدده من الأخطار، وما يجب على الأمم الإسلامية والعربية في شأن الدعوة إلى حمايته وصونه.

ترجمة للفيلسوف مندلسون

صدرت ترجمة جديدة جامعة للفيلسوف الألماني اليهودي الأشهر موسى مندلسون بقلم الكاتب الألماني أوتو تسارك وقد ظهر الكتاب في امستردام (هولانده) لأن الكتب المتعلقة بالتاريخ اليهودي أو الفلسفة اليهودية لا يسمح الآن بنشرها في ألمانيا، وعنوانه (ترجمة مندلسون) وفيه يستعرض الكاتب حياة هذا الفيلسوف منذ مولده في سنة ١٧٢٩ في دساو، وهي نفس السنة التي ولد فيها الشاعر لسنج صديقه الحميم فيما بعد. وقد اشتغل مندلسون بادئ بدء كاتباً في محل تجاري، كما اشتغل الفيلسوف موسى بن ميمون بتجارة

<<  <  ج:
ص:  >  >>